إنقسام بين القوى السياسية حول إنشاء جيش عربى موحد لمواجهة داعش أصبح التنظيم الداعشى كالسوس الذى ينخر فى جسد الدول العربية، وتحول كالمرض الخبيث الذى ينتقل من دولة لأخرى فبات هذا التنظيم خطرا على كافة الدول العربية، و مواجهته أصبحت حاجة ملحه للعالم العربى والدولى أيضا الذى لم يسلم من هذا التنظيم وسط صمت غير مفهوم من قبل الولاياتالمتحدة على جرائم "داعش"، فما هى السيناريوهات المتوقعة من قبل الدول للقضاء على داعش ؟ وما مدى إمكانية إنشاء جيش عربى موحد لمواجهة الخطر الداعشى ؟، وهل سيكون هناك تحالف دولى للقضاء على هذا التنظيم ؟. فى هذا السياق شدد "عفت السادات" رئيس حزب السادات الديمقراطى على ضرورة مواجهة الخطر الداعشى سواء على مستوى الدول العربية أو دوليا. وتوقع السادات الإستجابة الدولية لمواجهة تنظيم داعش وخاصة أنه أصبح يهدد كافة دول العالم وليست منطقة الخليج العربى فقط، مستنكرا الموقف المتراخى من جانب الولاياتالمتحدة فى مواجهة داعش و التنظيمات الإرهابية بوجه عام مؤكدا على ضرورة أن يكون التدخل العربى بمباركة دولية حتى يتم التخلص نهائيا من الإرهاب وينتهى الدعم المادى لهذه التنظيمات. وأوضح "طارق فهمى" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن التهديدات المحيطة بالدول العربية تختلف من دولة لأخرى فمصر مهتمة بمحاربة الإرهاب المتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين وما تقوم به من تفجيرات وأنصار بيت المقدس فى سيناء بينما يشكل الحوثيين فى اليمن خطرا على الدولة السعودية فيما يمثل تنظيم داعش خطرا فى ليبيا والعراق ومنطقة الخليج بوجه عام مما يصعب إمكانية إنشاء جيش عربى موحد لإختلاف التهديدات المحيطة بكل دولة. ولفت فهمى إلى المبادرة التى طرحتها دولة اليمن لإنشاء جيش عربى قوامه 200 ألف جندى لمواجهة الإرهاب و التى باءت بالفشل وتم تجميدها، مضيفاً أن سيناريوهات محاربة داعش غير واضحة حتى الأن سواء فيما يخص الموقف العربى أو الدولى. وطالب "ناجى الشهابى " رئيس حزب الجيل الديمقراطى بإنشاء جيش عربى لمحاربة الإرهاب وداعش وكل ما تتعرض له المنطقة العربية من أخطار وبقاء الأمة العربية. وتوقع ناجى أن تبدأ محاربة داعش من ليبيا مرورا بسوريا والعراق مشددا على ضرورة توحد الدول العربى كشرط أساسى للقضاء على داعش و التنظيمات الإرهابية. وأوضح ناجى أن الولاياتالمتحدة غير جادة لمحاربة هذا الكيان الشيطانى على حد قوله، مشيراً أن دولتى مصر و السعوديا هما من يقرارا إنشاء جيش عربى موحد لمواجهة الخطر الداعشى لافتا أن أمريكا لن تسمح بإقامة جيشا عربياً موحداً لأنه ينهى الحاجة لتحالف دولى.
فيما إستبعد " جمال سلامة " أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس فكرة إنشاء جيش عربى موحد لمواجهة الخطر الداعشى مشيراً أن فكرة إنشاء جيش عربى موحد لم توافق عليها سوى ليبيا وما زال الأمر مطروحاً للنقاش بالنسبة لدولتى الأردون و الإمارات، مشيراً أن السعودية أبدت تحفظها فيما يخص إنشاء جيش عربى موحد.