لم يكن اعتزال محمد أبوتريكة لكرة القدم كافياً لوقف إسالة الحبر عن أخباره ومواقفه بعيداً عن المستطيل الأخضر ، بل على العكس يبدو واضحاً أن الحديث عنه في تنامي مستمر وبدون توقف. التعامل مع أبو تريكة الذي وصل الأمر بالبعض أن يصفه بأنه زعيم لتنظيم داعش الأرهابي ، يذكرني بما درسناه عن سيرة أمير الشعراء أحمد شوقي في القرن الماضي.
وكان شوقي في عصره محط اهتمام النقاد فمنهم من بالغ بشدة في مدحه وأعطاه أكثر من حقه ، فيما كال الفريق الأخر عليه عبارات الذم ووصفه بما هو ليس فيه ،...كل ذلك كان نقداً بعيداً عن الموضوعية ولا يمت بصلة للحيادية ، كان هدف صاحبه فقط الشهرة وخلق مزيداً من الجدل حول ما يكتبه ، نظرا للجاذبية الكبيرة و الشهرة الواسعة التي كان يتمتع بها شوقي وقتها.
الحال ذاته في العصر الراهن نعيشه مع أبوتريكة ، الذي يخسف به البعض لسابع أرض ويكيل له الاتهامات و يلصق به كل شر حتى يذكر اسمه وتنتشر اخباره وتصبح صورته اكثر انتشارا بوصفه الرجل الذي هاجم أبوتريكة ،ويصطدم هذا الفريق بأخرين يضعون أبوتريكة في مكانة القديسين و الأنبياء ويصورونه على أنه ليس من جنس البشر وفوق الحساب و المساءلة ، وأكبر من النقد ، وهدفهم أيضا البحث عن الشهرة و اللعب على الشعبية العريضة التي يتمتع بها اللاعب السابق بين الجماهير.
خلاصة القول.. أبوتريكة بشر ، لا هو ملاكاً وليس شيطاناً ، يخطيء ويصيب ، ينجح ويفشل ، يبالغ في ردود فعله أحياناً ويكون منطقياً في أحيانٍ أخري ، ليس معصوماً من الخطأ وليس بعيداً عن الصواب ، هكذا يجب التعامل مع أبوتريكة ، إذا أردنا التحدث عنه وليس إلا. للتواصل مع الكاتب من هنا ومن خلال تويتر من هنا