العسل الأسود..مهنة عمل بها القدماء، واستثمروها في اسعاد الآخرين..تحتاج لعدد كبير من العمالة حتى يخرج المنتج على نحور لائق، الا ان عصر البحث عن الموارد المادية دفع الشباب للانصراف عنها، والبحث عن مهنة أخرى تجلب المال. يشتكى احمد عبداللطيف، صاحب عصارة للعسل الأسود، بمحافظة قنا، من قلة الأيدي العاملة في مجال صناعة العسل الأسود، والتي نتج عنها تقائيًا ضعف الانتاج، وقلة الموارد المادية، في ظل انخفاض أسعار توريد طن القصب والتي تبلغ 400 جنيها للطن الواحد، مطالبًا بزيادة اسعار القصب، والعمل على دعم تلك الزراعة، من أجل تطويرها والعمل على تشغيل تلك الأيدي العاملة.
ومن جانبه، أعرب خالد قناوي، عن قلقه البالغ، بسبب التهديد الذي يهاجم مئات العصارات بمحافظة قنا بالاغلاق، بسبب قلة الايدي العاملة وعزوف العمال عن تلك المهنة الشاقة، وارتفاع اسعار العاملين إلى 70 جنيها في اليوم الواحد، يضاف عليها الاكل والشرب والمعيشة، مؤكدًا أن حل الأزمة يقع في يد المسؤولين من خلال دعم اسعار القصب والعمل على تقنين أوضاع تلك العصارت بما يتناسب مع طبيعة الحالة الاقتصادية في تلك الايام.
وفي نفس السياق، أشار على أحمد، مالك عصارة عسل أسود، إلى أن تكلفة اليوم الواحد للعصارة 1500 جنيها، تشمل العمالة والمصروفات الاخرى، أما عن العائد، فان الربح لا يتجاوز سوى 1300 جنيها، أي أن هناك خسارة تقدر ب200 جنيه، "ناهيك" عن تحرير محاضر مخالفة من هيئة الأمن الصناعي بالمحافظة، والتي تقوم بتحرير محاضر سنوية قيمتها 2100 جنيه للعصارة، دون الوقوف على المطلوب من اصحاب العصارات.
أبراهيم أحمد، ناشد المسؤولين، بتوفير سيارات اطفاء بالمناطق التي تشتهر بتواجد عصارات القصب، في إشارة الى أنه خسر عصارته العام قبل الماضي، بعدما نشوب حريق هائل بها، أدى إلى احتراقها ونفوق العديد من رؤوس الماشية، لافتا إلى أن هناك تعنت واضح من العاملين بهيئة الأمن الصناعي بنجع حمادي، الذين لم يحضروا نهائيا إلى موقع العصارات، ويقومون بتحرير محاضر وغرامات ضد جميع أصحاب العصارات.
وفي ذلك الاتجاه، نظم الباحث عمر محمد توفيق، الحاصل على درجة الماجستير بكلية التجارة، ندوة عن كيفية بحث السبل الخاصة بتطوير الخدمات بزراعة قصب السكر، وعصارات العسل الأسود بمحافظة قنا، شارك بالحضور خلالها العشرات من أصحاب عصارات القصب بقنا.
قال توفيق، إنه في ظل معاناة مزارعي قصب السكر وأصحاب عصارات العسل الأسود بمحافظة قنا، وتجاهل الحكومة والمسئولين بقطاعي الزراعة والصناعة، تفاقمت بعض المشكلات مثل ارتفاع الأيدي العاملة وندرتها، وعدم ملائمة الزيادات السنوية في أسعار القصب، مع تكلفة انتاج المحصول، بالإضافة الى عدم ادخال طرق الميكنة الحديثة في عملية حصاد محاصيل القصب، وانخفاض اسعار المنتجات، معربًا عن الحلول الواجب اتباعها للنهوض وتطوير صناعة القصب، والتي من أهمها وجوب استيراد معدات حديثة لحصاد المحاصيل، وشراء منتجات القصب والعسل الاسود باسعار مجزية لسد التكاليف والنفقات، وتطوير منظومة العمل بداخل مصانع العسل الاسود، واستخدام باقي مستخرجات التصنيع في انتاج الخشب الحبيبي والورق.