لم تكد الساعة تتجاوز السابعة صباحاً، حتى بدأت الخبر ينتشر فى دروب وطرقات القرية الهادئة، عن خبر قريمة قتل بشعه تشهدها قرية "منهرو" التابعة لمركز إهناسيا ببني سويف، حيث أستيقظ أهالى القرية على التفاصيل الأولية لجريمة أثارت مواطنى المحافظة بالكامل، أنها جريمة قتل شنعاء كان ضحيتها "طفلين" عثرت أمهما عليهما مذبوحين فى فراش نومهما بأحد منازل القرية، وسرعان ما تناقلت ألسن وآذان أهالى القرية الجميع يتسأل عن الشيطان الذى أرتكب هذه الجريمة فى حق المجتمع بأثره . الجميع فى القرية فزعهم منظر الطفلين مذبوحين ومسجيان على وجوههما لى سرير نومهما، فبادر أحد أهالى القرية بإبلاغ عمدتها، الذى قام بدور بإبلاغ العميد هشام فريد، مأمور مركز إهناسيا، فأنتقل على الفور المقدم ياسين السوهاجي، نائب المأمور والرائد مصطفي أبو عقرب، رئيس المباحث، لمنزل الطفلين آية رمضان أحمد (8 سنوات) وشقيقها محمد (6سنوات) وبسؤال والدتهما نجاة رجب كيلاني (30سنة أرملة) صاحبة محل بقالة بالقرية، قالت : أستيقظت فى السادسة صباحاً لفتح محل البقالة، وعدت بعد ساعة تقريباً لإحضار الإفطار لأطفالى وإيقاظهما كالمعتاد يومياً، ولكنى وجدتهما مذبوحين وقد فارقا الحياة .
وأوضحت الأم فى أقوالها أنه أم للطفلين المذبوحين فقط، هما كل ما تملكه من حطام الدنيا بعد أنو توفي والدهما رمضان أحمد حسن، عن عمر تجاوز السبعين عامًا، ولآن لم أعد أستطيع الحياة بعد أن فقدتهما، وتسألت الأم وهى تدلى بأقولها "من الذى لا يعرف للإنسانية عنوان ويقدم على هذا الجرم الشنيع" كلمات الأم أبكت الجميع، فقام رجال المباحث الجنائية برفع البصمات الموجودة داخل غرفة الطفلين .
قامت النيابة العامة بمعاينة موقع الجريمة، وتبين من المعاينة أن منزل الطفلين عبارة عن دورين يسكنان في الدور الأول مع والدتهما، وأن الطفلين كانا نائمين بجوار بعضهما وأن الطفلة آية عثر عليها مذبوحة على أرضية الغرفة فيما وجد محمد على السرير، وتم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى إهناسيا المركزى، وأفاد تقرير الطب الشرعي، أن الطفلين تم ذبحهما بسكين واحد من أسفل الرقبة، ما أدى إلى وفاتهما فى الحال،
فريق المباحث الجنائية، برئاسة الرائد مصطفى أبوعقرب، رئيس المباحث، كثف من مجهودانه ووسع نطاق تحرياته، التى شملت الجيران والمترددين على منزل الأم "الأرملة" وأولاد وأقارب زوجها المتوفي، دلت تحرياته إلى أن "الأم" تربطها علاقة غير شرعية مع نبأ عواد عبد المطلب طلبة (42 سنة عامل بالأوقاف) حيث تربطهما علاقة الجيرة وكان المتهم يتسلل ليلاً إلى منزل والدتهما لإقامة علاقة غير شرعيه معها، وبمواجهة المتهمان إعترفا بأنه فى إحدى المرات إستيقظ الطفل (محمد) وقال لوالدته سأخبر شقيقى الأكبر (من والده) فقررت الأم بمساعدة عشيقها ذبح الطفل وشقيقته (آيه) وخططوا للإبلاغ عن قيام مجهول بذبحهما.
وبالفعل أتفقا الزوجه مع العشيق، بعد قضاء سهرة حمراء على أن تكون هذه الليلة هى أخر ليلة فى عمر طفليها، وغادر منزلها فى الرابعة فجرًا ليعود فى السادسة والربع صباحاً بعد أن شاهد الأم تخرج من المنزل وتترك له الباب مفتوحاً حسب أتفاقهما، ليخلصها من "فلذات كبدها" ، وتسلل "الشيطان العاشق" إلى غرفة نوم "البريئين" وقام بدمٍ بارد بذبح (محمد) وهو نائم، فأستيقظت شقيقته (آيه) ولم تستطع الصراخ من هول الصدمة، ولكنها حاولت النجاة من أيدي الشيطان، وقفزت من على السرير، إلا أنه لاحقها وقام بذبحها أيضاً وتركها مسجاة على وجهها فى أرضية الغرفه، وفرا هارباً لمنزله المجاور لمسرح الجريمة، ليستعد للذهاب لعمله كمقيم شعائر بأحد مساجد بني سويف، إلا أن رجال المباحث ألقو القبض عليه، وإقتياده لمركز الشرطة .
وأمام مدير النيابة أعترفا المتهمان بإرتكابهما الجريمة التى ستظل القرية تتحدث عنها لسنوات طويله قادمة، وأمر وكيل النيابة بحبس العشيقين 15 يوماً على ذمة القضية، وأمرت بدفن الأطفال بعد التشريح، وتم تشييع جثتيهما فجرًا لمقابر عائلتهم بقرية "منهرو" بمركز إهناسيا .
واليوم حاول أهالي القرية ، الفتك بأم الطفلين المذبوحين بالقرية وعشيقها، أثناء قيامهما بتمثيل الجريمة بمسرح إرتكابها، ولكن تدخل على الفور الرائد مصطفى أبو عقرب، رئيس المباحث وقوات الأمن وتم إبعاد الأهالي وتم عمل كردون أمني حول مسرح الجريمة، ولم يسمحا بالدخول إلا لفريق النيابة والمتهمين ومصور جهة التحقيق فقط.