هدير محمود اخترقت عدسة الفجر سينما هيبس والذي يعتبره اهالى مدينة الخارجة بالوادي الجديد بيت للأشباح بعد سنوات طويل من هجره وغلقه منذ أكثر من 11 عاماً .. أنشأت سينما هيبس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عام 1963 م وهى تعتبر السينما الصيفية الوحيدة بالمحافظة وبسبب إهمالها، تحولت إلى مقهى شعبي بالمخالفة لقرار المحافظ، الذي يحظر إقامة أي مقاهي بشارع جمال عبد الناصر وتتبع قطاع الثقافة الجماهيرية بالمحافظة والتي قامت بتمويلها وزارة الثقافة ليكون مشروع خدمي لخدمة اهالى المحافظة. وفى الستينات شهدت سينما هيبس بالخارجة أقالا كبيراً من قبل الاهالى لمشاهدة أول فليم اللص والكلاب عرضت فيه وكانت ثمن التذكرة ب2جنيه بلكونة و4 جنيهات للصالة ،وكان اهالى المحافظة سعداء ببناء هذا الصرح الذي فتح آفاق جديد وادخل ثقافات أخرى على المجتمع الواحاتى الذي تميز بالانغلاق والانعزال عن العالم. وعلى رغم محاولات المحافظين السابقين لإعادة افتتاح السينما أو استغلال موقعها الحيوي فى إنشاء مشروع خدمي بدلا من إهمالها وتجاهلها، لتتحول إلى بؤرة للقمامة وتسرب الصرف الصحي في مشاهد لا تليق بواجهة المحافظة الحضارية إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل دائماً لإعادة تشغيلها مرة أخرى . ورصدت كاميرا الفجر أكوام من القمامة والأتربة التي تغطى عدد كبير من التذاكر الخاصة بدخول المشاهدين بالاضاف إلى تحويل هذه الصرح لكافيتريا شعبي بالمخالفة لقرار المحافظين السابقين بمنع إنشاء كافيتريات بشارع جمال عبد الناصر بالخارجة . وحاول اللواء محمود خليفة المحافظ الأسبق إعادة افتتاحه مرة أخرى بعد مطالبات عدة لافتتاح سينما بالمحافظة ولكن لم يجدي ذلك بالنفع ولم يتخذ اى محافظ سابق اى قرار فعال بافتتاح هذا الصرح الذي شهد زيارة العديد من الفنانين مثل عزت العلايلى ونور الشريف وغيرهم من الفنانين الذين لهم ثقلهم السينمائي . وفى عام 2003 انتهت تلك الرحلة بأخر فليم تم عرضه عايز حقي ولكن حتى هذه اللحظة لم يكترث او يهتم بهذا الصرح السينمائي الذي كلف الدولة ملايين الجنيهات لإنقاذه من ذلك الإهمال الذي طال كل شبر بهذا الصرح التاريخي.