يبدوا أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على نجوم الفن خلال عام 2014، بعد مرور 3 أعوام صعبة على الجميع منذ ثورة 25 يناير، الفن لم يكن بعيدا عن هذا وأتضح ذلك خلال موسم رمضان الحالى . فمن المعروف أن رمضان هو موسم الأعمال الدرامية والإعلانات التى يلجأ إليها الفنانون من أجل تعويض خسارتهم فى السينما بعد انهيارها ولضمان تحقيق مشاهدة عالية وإقبال من الجماهير، لكنه سرعان ماتحول الشهر الكريم إلى توقيت لعرض المسلسلات الإباحية والإعلانات المبتذلة والبرامج الساذجة التى يضحكون بها على عقول المشاهدين من أجل الأموال . كيف أرتضى الفنانون على أنفسهم أن يصلوا إل هذا الحد السوء فى تقديم رسالتهم السامية أم الحاجة للمال هى التى أودت بهم إلى هذا الطريق المفتوح الذى لانهاية له؟ الفجر الفنى تعرض أهم المسلسلات والبرامج والإعلانات التى لجأ إليها الفنانون حتى لا يتأثروا بالانهيار الإقتصادى الحالى، فى ظل فترة التقشف التى ستشهدها البلاد عقب غلو الأسعار وقلة النفقات . المقالب لجأ بعض الفنانين إلى الظهور فى برامج المقالب وخاصةً الذين اعتزلوا أو قل ظهورهم على الشاشة من أجل المال . فالأزمة الأخيرة لبرنامج رامز قرش البحر كشفت عن حاجة الكثير من الممثلين للأموال التى تستدعيهم للظهور فى مثل هذه البرامج ، فالفنانة اَثار الحكيم بعد اكتشافها أن فكرة البرنامج قائمة على مقلب طلبت زيادة أجرها بل وصل الأمر إلى فضح فكرة البرنامج ورفع قضية على مقدم البرنامج الفنان رامز جلال من أجل عدم عرض حلقتها على الرغم من أخذها الأجر المتفق عليه، وغيرها من الفنانين الذين التزموا الصمت من أجل المال. نجوم اتجهوا للبرامج أتجه بعض المطربين لتقديم البرامج التلفزيونية عوضاً عن الغناء بعد انهيار سوق الكاسيت وسرقة الأغانى وتحميلها عبر الإنترنت. ويظهر فى المقدمة الفنان محمد فؤاد الذى يقدم برنامج المقالب فؤش فى المعسكر والذى هاجمه الكثيرون بسبب عدم حضور فؤاد على الشاشة وتقليده لرامز جلال حرفياً فى أسلوب تقديمه والنكات والإفيهات التى يلقيها فى الفواصل ، ففؤاد لايصلح إلا أن يكون مطرباً فقط . إعلانات مبتذلة فبعد موجة البرامج تأتى الإعلانات التى يصورها الفنانون من أجل المال أيضاً ، والتى يندرج معظمها تحت مسمى إعلانات مبتذلة مثل الفنان هانى رمزى الذى يطل علينا هذا العام فى رمضان بإعلان قطونيل ، ويحكى قصة الإعلان عن غيرة زوجته الشديدة عليه بسبب استعماله لمنتجات قطونيل وقربها الشديد له أكثر منها . كل ما يخدش الحياء فى رمضان إذا نظرنا للسنوات الأخيرة سنجد أن رمضان قد تحول إلى فرصة للمنتجين لعرض المسلسلات التى تحوى على كل مايخدش حياء المشاهدين من عرى ومشاهد إباحية ، وألفاظ بذيئة . يتضمن رمضان هذا العام فى طياته مسلسلات يستحى منها الكبير قبل الصغير مثل كلام على ورق للفنانة هيفاء وهبى والتى يكفى ماقالته فى البرمو الخاص بالمسلسل عندما قالت نصاً أنا بنت شمال، وأوسخ من اللى لبنان كله قالتلك عليه . ومسلسل أمراض نسا للفنان مصطفى شعبان الذى يتحدث عن علاقات الدكتور عمر النسائية وندواته عن العلاقات الزوجية فى القهوة ، هل تحول مصطفى شعبان إلى مجرد تاجر الحريم والحشيش لا يوجد تنوع فى أعماله الدرامية فكل عام مثل الذى سبقه. ومسلسل سجن النسا للفنانات نيللى كريم و درة و روبى الذى يتحدث عما يدور داخل سجن النساء بمنطقة القناطر الخيرية ، ولكن هل من المعقول أن يقتصر السجن على عنبرى الاَداب و المخدرات ومايدور بداخلهم والألفاظ البذيئة التى نسمعها ، وغيرها من المسلسلات التى تظهر كل عام فى رمضان فمن لا يعرض العرى تجد عنده الألفاظ البذيئة وهكذا يسير الحال. ومسلسل ابن حلال وما تفعله الفاتنة الصغيرة سارة سلامة وما ترتدية من ملابس تنافى حرمة الشهر الكريم للمشاهد ، ولقطات من سرايا عابدين ، وقصة مسلسل ميريام فارس أتهام ومسلسل هيفاء وهبي كلام على ورق المتشابهين فى تحويلهما من العمل كخياطة الى مجال الدعارة . فهل ضاع الفن الهادف وتم اختزاله بسبب الحاجة للمال؟ ، وإذا لم تنتهى الأزمة هل سيندثر الفن وينقلب رمضان إلى مجرد توقيت لعرض برامج ساذجة وإعلانات مبتذلة ومسلسلات إباحية كل غرضها التحدث عن العرى والعلاقات الحميمية ونشر السباب والتفنن فى عرض كل مايخدش حياء المشاهدين؟