تنويه بثته بعض الفضائيات التى عرضت مسلسلات رمضان هذا العام تحذر فيه المشاهدين مما يحتويه المسلسل من ألفاظ بذيئة وعبارات خادشة للحياء العام .هذا التحذير ذكر المشاهدين بعبارة للكبار فقط التى كانت تستخدمها السينما فى حالة عرضها للأعمال التى تحتوى على مشاهد ساخنة أو بها بعض التجاوزات اللا أخلاقية .فهل يكفى أن تستخدم القنوات نفس الشعار تقريبًا وبذلك يصبح من حقها أن تعرض ما يحلو لها دون محاسبة أن كان هناك محاسبة من الأساس أم أن الأمر ظاهرة صحية تستحق التقدير على هذا التنويه التحذيرى قبل خدش حياء الأسرة العربية والمصرية خاصة ل"المصريون" استطلعت رأى النقاد والفنانين فماذا قالوا: هذه الألفاظ غبية ولا علاقة لها بالفن هكذا بدأ الفنان محمود ياسين كلامه معنا، وأضاف أن هذه العبارات القبيحة ليس لها علاقة بما يسمى السياق الدرامى وأن هذا عبث ولا يصح أن يتنامى إلى سمع أطفالنا فى المنازل هذه القاذورات فالفن هو من يأخذ بيد الناس نحو الرقى وليس إلى الانحدار والانحطاط مهما كانت المبرارات وأن الفن ليس بالضرورة أن يحاكى الواقع خاصة إذا كان الواقع فيه هذه الألفاظ المشينة وأكد ياسين أنه من الجيل الذى تربى على الفن الراقى وأنه يرفض هذه الأعمال إذا عرضت عليه وأن اللغة العربية بها من الثراء اللغوى ما يصحح الوجدان بعيدًا عن هذا التشويه وهذا ما يجب أن ننميه ونربى عليه الأجيال بدلا من تربيتهم على هذه المهاترات باسم الفن الذى أعتبره قيمة إبداعية. أما الإعلامية درية شرف الدين الرئيس السابق للرقابة على المصنفات الفنية فتؤكد أن جهاز الرقابة غير منوط به إبداء الرأى فى هذه الأعمال لأن تلك النصوص لا تعرض على الرقابة على المصنفات الفنية من الأساس وعن رأيها الشخصى كناقدة فتقول الدراما التليفزيونية لايجب أن تحتوى على ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة والآداب فى المجتمع فتكرار هذه الألفاظ فى الأعمال الدرامية تجعلها متداولة على ألسنة العامة فاستخدام هذه الألفاظ فى المسلسلات والأفلام يعد نوعًا من أنواع الإفلاس وتصبح تلك الإعمال ضعيفة وتتذكر درية عندما قالت فاتن حمامة لفظا لمحمود ياسين فى أحد الأعمال التى جمعتهما وكان يستوجب ذلك فى السياق الدرامى وكان ضرورة انقلبت الدنيا وتم مهاجمة هذا اللفظ فى العمل إذ كيف يظهر هذا اللفظ على شاشة يشاهدها الناس مهما كان ضرورة من ضروريات السياق الدرامى فليس كل الواقع ممكن عرضه على الشاشة بحجة أن الفن محاكاة للواقع لأن هناك شيئا اسمه الذوق العام يجب أن نراعيه وهذا الألفاظ تتعارض معه فلابد أن نرفع وعى وسلوكيات الناس لا أن ننحدر بهم . ويتفق معها الناقد المعروف طارق الشناوى حول فكرة الإسهاب فى استخدام تلك الألفاظ حتى تصبح عادة على السنة الناس والمشكلة تكمن فى أن الشارع المصرى تغيرت مفراداته فى لغة التخاطب لدرجة أن هناك أعمالا شعرية تعقد لها الندوات فى أرقى مكان فنى وهو دار الأوبرا وتلقى فيها تلك القصائد التى تحتوى على مثل هذه الألفاظ ولاشك أن هذا أستقطاب تجارى أما بخصوص التنويه التحذيرى قبل بداية عرض العمل الدرامى فهو نوع من أنواع الجذب لدرجة أن مسلسل عمر بن الخطاب يسبقه هذا التنويه فى بعض الحلقات التى تكون فيها معارك ويخشى على الأطفال من مشاهدتها علاوة على التحذير الوارد فى مسلسلات الألفاظ الخارجة . ويقول نبيه الوحش المحامى الشهير مسلسلات رمضان كلها بلا استثناء لا تليق بالشهر الكريم ولابروحانياته لأنها عبارة عن عرى وخمور ومخدرات وبعضها ردح ستات وأن الممثلين الذين يشتركون فى هذه الأعمال يضيعون تاريخهم الفنى فمن المفروض أن يكون شهر رمضان مقصورًا على الأعمال التى تنمى العادات والتقاليد وحب الوطن وتخلق روح الانتماء بدلا من ردح نبيلة عبيد وفيفى عبده ويتساءل الوحش عن كيف لدولة تعانى أزمة اقتصادية وبها أناس ياكلون من مقالب القمامة وتنتج أعمالا مثل هذه بمليار وخمسمائة مليون جنيه وتخصص عملا كاملا لتمجيد تحية كاريوكا وتترك عالمة ذرة مثل سميرة موسى؟ فهذا عيبا ما بعده عيب علاوة على أن هذه الألفاظ يعاقب عليها القانون وتعد سبًا وقذفًا ولاسيما التى وردت من قبل على لسان هيفاء وهبى عندما سبت أبو حنيفة وأحمد بن حنبل فى أحد أعمالها الفنية. أما الفنان يحيى الفخرانى الذى يشارك فى هذا السباق الرمضانى بالخواجة عبد القادر فرفض التعليق معللا أنه لا يتحدث فى مثل هذه الأمور المحرجة والحساسة ولاسيما أنها تمس زملاؤه من الفنانين.