أعتقد أن موقفي من الاخوان و حكمهم موقف واضح من البداية لا لبس فيه، و قد كنت ممن نزلوا في مظاهرات ضد الاخوان منذ الاعلان الدستوري في ديسمبر 2012 حتي مظاهرة تأييد السيسي لمكافحة الارهاب في 26 يوليو السابق. أكثر ما كان يحركني ضد الاخوان هو سياسات الاقصاء و معاملة المعارضين كأعداء لا بد من التخلص منهم و تشويه صورتهم و القضاء عليهم إن أمكن حتي و لو بإغتيالهم معنويا أو بتشويه صورتهم. و هو نفس ما نفعله نحن الآن مع جميع المعارضين دون تمييز، حتي البرادعي الذي استقال لأنه كان – من وجهة نظره - يري أن يتم تأجيل فض اعتصامي النهضة و رابعة العدوية حتي يستنفذ كل وسائله السياسية . من حقك أن تختلف مع البرادعي و لكن ما حدث أن الاختلاف تحول الي اتهامات بالتخوين و العمالة و القفز من مركب الوطن في وقت حاسم، أصبح البرادعي الذي كان ألد أعداء الاخوان و هم في الحكم داعما للاخوان و متواطئا معهم الآن لمجرد أنه فعل ما يظن أنه صحيحا، تنصلنا من الرجل في لحظة و هو الذي كان من مفجري ثورة 25 يناير و أيضا ثورة 30 يونيو، عاملناه كعدو لمجرد أننا اختلفنا معه في قرار اتخذه و الله وحده يعلم ما هي دوافعه و نيته في هذا القرار، أنا شخصيا لم و لن أري البرادعي شخصا خائنا لا يريد لمصر الخير كما يقول الكثيرون الآن. الآن بعد أن تم تبادل الكراسي مع الاخوان و أصبحوا في مواجهة الدولة و معظم الشعب كنت أفضل أن يتم التعامل معهم بالقانون حتي لو أعلنت حالة الطواريء و حتي لو كنا الآن الطرف الأقوي، أنا بالتأكيد مع قتل و سحق كل من يحمل السلاح و يروع الآمنين ، أنا مع القبض علي كل من حرض و خطط و ساعد علي استخدام العنف و أن يتم ذلك تحت مظلة القانون و حقوق الانسان، و لكن لست مع التطنيش عن أية تجاوزات تحدث من الدولة و مؤسساتها ضد الآخر لمجرد اختلافي معه في الرأي أو كرهي له و لانتمائه السياسي، إذا كنا نسعي لإنشاء دولة ديمقراطية حقيقية فلا بد من اتباع قواعد الديمقراطية مع الجميع دون تمييز أو إستثناء، كم شخص منا انتقد مقتل العشرات في سجن أبو زعبل و هم عزل من السلاح، في حكم الاخوان كنا نثور علي حبس ناشط سياسي و الان نغض البصر عن مقتل هذا العدد الرهيب و نقنع أنفسنا برواية الداخلية التي لا تحترم عقل أو منطق عن أن قتل كل هذا العدد و هم تحت سيطرة الداخلية كان أمرا ضروريا، ما هذا الاستخفاف بأرواح البشر، هل تعتقد أن كل هؤلاء الاشخاص كانوا يستحقون تطبيق حكم الاعدام عليهم، لكننا نسكت لأن المقتول يعارضنا و نبرر للداخلية فعلتها، التاريخ يعيد نفسه و مثلما فعل الاخوان و هم في الحكم نحن نفعل. أجد مبررا لحملات القبض علي رؤوس الاخوان و الجماعة الاسلامية و السلفية الجهادية الذين حرضوا علي العنف و القتل و هدم مؤسسات الدولة، أحلم باليوم الذي يقبض فيه علي البلتاجي و العريان و صفوت حجازي و عاصم عبد الماجد و غيرهم ممن دفعوا البلاد لهذا النفق المظلم، و لكن علي سبيل المثال ما التهمة الموجهة لعمر إبن حسن مالك حتي يتم القبض عليه، أنا شخصيا لم أسمع أي تصريح سياسي من قريب أو بعيد لهذا الشخص طوال حكم الاخوان، و لكننا فرحنا لمجرد أنه إبن حسن مالك القيادي الاخواني و لم نكلف نفسنا عناء السؤال عن تهمته، كم شخص طلب تشكيل لجنة حقيقية محايدة لتقصي الحقائق للتأكد من أن الدولة لما تبالغ في استخدام القوة مع بعض المعارضين في الاعتصامات و المسيرات، هل نحن علي يقين من أن كل من قتل كان يستحق القتل، ما كل هذا الكره الذي أصبح يتملكنا فنسعد لكل اخواني أو مناصر لهم يسقط بغض النظر عما إذا كان يستحق العقاب من عدمه، أين تطبيقنا للقاعدة الالهية و لا تزر وازرة وزر آخري أنا مع دولة قوية قادرة علي حماية مؤسساتها و ردع المخربين، أنا مع جيش قوي و داخلية قوية و مع دولة المؤسسات القوية ، و لكن لست مع الدولة البوليسية التي تعتقل كل معارض بغض النظر عن إرتكابه لجريمة من عدمه، أنا مع دعم الدولة لمواجهة الارهابين و القتلي و لكن ضد سياسات العقاب الجماعي و القبض علي الجميع بدون سند قانوني. اذا شجعنا علي عودة الدولة البوليسية و أمن الدولة مرة آخري فإننا بذلك نزرع زرعة خبيثة سنجني ثمارها مستقبلا، قولك للحق لا يعني أنك تدعم الارهابيين، و مثلما استنكرت الحادث الخبيث القميء لقتل المجندين العزل في رفح و في قسم كرداسة و غيرها يجب أن تستنكر مقتل الاخوانيين العزل في سجن أبو زعبل و السكوت المشين عن هذه الجريمة، المباديء لا تتجزأ، و القانون يجب أن يطبق علي الجميع إن كنا نتطلع بالفعل لمستقبل أفضل لهذا الوطن. “ اللهم أرنا الحق حقا و إرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و إرزقنا إجتنابه