تنتقل بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد على حلبة مونزا التاريخية التي تستضيف الجولة الثالثة عشرة ضمن جائزة إيطاليا الكبرى، معقل الحصان الجامح الذي تمكن من الفوز بهذه الجائزة 19 مرة كان آخرها في الموسم الأخير من قبل فرناندو ألونسو. شهدت حلبة مونزا العديد من المفاجآت، ففي العام 2006 أعلن الألماني مايكل شوماخر الأكثر فوزاً بهذه الجائزة (5 مرات) اعتزاله رياضة الفورمولا1، قبل أن يعود مع فريق المرسيدس جي.بي في العام الماضي. كما دخل الألماني الآخر سيباستيان فيتيل تاريخ الفورمولا1 كونه السائق الأصغر سناً الذي يحرز انتصار في سباق فورمولا1 بعد فوزه بنسخة العام 2008 مع فريق التورو روسو المتواضع بفارق 12.5 ثانية عن أقرب منافسيه هايكي كوفالاينن مع المكلارن. ولكن من الجهة الأخرى، تُعَدّ هذه الجائزة نحساً على السائقين، فعلى مدى العقدين الماضيين، تمكن سائقين فقط من الفوز بالسباق الإيطالي وبطولة العالم في الموسم نفسه، وهما البرازيلي الراحل إيرتون سينا، ومايكل شوماخر الذي فاز بالسباق الإيطالي في العام 2003 وبطولة العالم في السنة نفسها. ومن ذلك الوقت عجز الحائز على لقب جائز إيطاليا الكبرى من خطف لقب البطولة. تاريخياً، لم تبتسم الحلبة لفريق ريدبول الذي لم يتمكن من الصعود على المنصة في أي سنة منذ إنضمامه للبطولة في العام 2006، فكان المركز الرابع أفضل نتيجة يحققها الفريق في مسيرته، ويأتي ضعف سيارة الريدبول بسبب الإعداد المتجه الى الدوان فورس المنخفض (القوة السفلية) نظراً للخطوط المستقيمة الطويلة، مع تفوق محركيّ الفيراري ومرسيدس على محرك الرينو. ولكن مع تفوق سيارة الريدبول في السباق الأخير في سبا-فرانكورشان بثنائية قد يتغير الوضع لصالحها في هذه السنة. ومما لا شكّ فيه بأننا سنرى أداء قويّ من قبل المكلارن والفيراري مع الإسباني فرناندو ألونسو الفائز بنسخة العام الماضي للمرة الأولى مع الحصان الجامح والثانية في تاريخه (2007) ليبقي حظوظه في المنافسة على بطولة السائقين مع فارق ال 102 نقطة عن سيباستيان فيتيل قبل 7 جولات من نهاية الموسم (175 نقطة ما زالت متبقية). ألونسو وهاميلتون الأوفر حظاً في مونزا أما سائق المكلارن لويس هاميلتون فسيسعى الى العودة لطريق الإنتصارات من بوابة مونزا، بعد اصطدامه الأخير بالياباني كاموي كوباياتشي وانسحابه من سباق سبا-فرانكورشان باللفة 13. حلبة مونزا لم تكن كريمة مع لويس هاميلتون منذ سباقه الأول مع مكلارن في 2007. ففي العام 2008 لم يتمكن من التأهل الى القسم الأخير من التجارب التأهيلية للمرة الأولى في ذالك الموسم، كما انسحب من سباق العام 2009 في اللفة الأخيرة، واصطدم بسيارة البرازيلي فيليبي ماسا في اللفة الأولى من سباق الموسم الماضي. كما يجب أن لا ننسى فريق المرسيدس الذي أظهر أداء منافس في الجولة السابقة في بلجيكا على الخطوط المستقيمة الطويلة مع أنظمته الفعّالة (جانح خلفي متحرك، نظام الكيرز والمحرك) . أياً يكن الفائز، فهو بالتأكيد سيستغل استخدام نظام ال«دي.آر.أس» أو الجانح الخلفي المتحرك الذي سيلعب دوراً رئيسياً في سباق هذا العام مع نقطتين مستقلتين لتفعليه. النقطة الأولى من منعطف «Lesmo 2» حتى «Ascari» والنقطة الثانية على خط البداية/النهاية. من الواضح أنّ القوانين الجديدة لعبت دوراً فعالاً في زيادة التجاوزات في هذا الموسم التي وصلت حتى الآن (12 جولة) الى 811 تجاوز. من ناحية الاستراتيجية، حلبة مونزا غير مستهلة للإطارات والشاهد الأكبر على ذلك سيباستيان فيتيل الذي دخل في اللفة الأخيرة من سباق الموسم الماضي ليغير إطاراته – لذا استراتيجية التوقفين تبدو منطقية. ولكن قد يؤثر الجانح الخلفي المتحرك على استراتيجية الفرق، فإذا كان من السهل التجاوز ستعتمد الفرق استراتيجية الثلاثة توقفات خصوصاً تلك التي لم تستطع التأهل الى الجزء الأخير من التجارب التأهيلية. لفة تعريفية بالحلبة من قبل فريق المكلارن بنظام ثلاثي الأبعاد : المصدر : فورملا 1 النسخة العربية