سينطلق سيباستيان فيتيل من المركز الأول للمرة التاسعة هذا الموسم من أصل 12 جولة، فهو خسر مركزه الأول في ثلاثة سباقات : الصين، كندا والسباق الأخير في المجر لصالح ثنائي المكلارن. تمكن الألماني من تسجيل أسرع زمن في الدقائق الأخيرة على الإطارات الجافة بعد معاناته مع الأطارات المتوسطة (الإنترميديت) في الجزء الأول من التجارب، فما كان منه إلاّ أن تغلب على هاميلتون بفارق 0.432 ثانية. المفاجأة كانت حلول سائق التورو رسو خايمي الغوارسواري في المركز السادس، بينما تمكن برونو سينا الوافد الجديد الى الرينو مكان هايدفيلد من التغلب على زميله فيتالي بيتروف بفارق 1.182 ثانية لينطلق من المركز السابع أمام فرناندو ألونسو الذي سجّل أسوأ نتيجة له في التجارب التأهيلية لهذا الموسم بحلوله ثامناً وراء زميله فيليبي ماسا بفارق قارب الثانية. فرناندو ألونسو الذي لم يفز على حلبة سبا-فرانكورشان من قبل واجه مشكلتين : الأولى : تكمن في الزحام الذي تعرض له أثناء لفته السريعة، ففي ثاني وثالث لفة وجد الإسباني نفسه خلف سائق الساوبر سيرجيو بيريز، في حين خفف سرعته في لفته الأخير عند مدخل المنعطف ليسمح لمارك ويبر بالمرور لتفادي العقوبة. أما الثانية : فهي ضعف تأدية الإطارات الجافة، يعاني فريق الفيراري منذ بداية الموسم من إدخال الحرارة المناسبة على الإطارات، خصوصاً في الأجواء الباردة على غرار سبا-فرانكورشان. هذه العوامل دفعت الإسباني الى تسجيل ثامن أسرع زمن، عل كل حال لم تكن نتائج ألونسو جيدة في التأهل في السنوات السابقة، فهو إنطلق من المركز العاشر في الموسم الماضي، كما إنطلق من المركز 13 في العام 2009، السادس في العام 2008، بينما كان المركز الثالث أفضل نتيجة تمكن من تحقيقها في التجارب التأهيلية في عامي 2003 و 2007. كما أشرنا في البودكاست الأخير الى أنّ سيارة المكلارن تتفوق في المقطعين الأول والثالث بسبب الخطوط المستقيمة الطويلة وإمتلاكها لمحرك المرسيدس، أما الريدبول فتتفوق في المقطع الثاني في ظل تواجد المنعطفات السريعة التي تناسب تصميم السيارة. ولكن كان الوضع مغاير في التجارب التأهيلية حيث تمكن هاميلتون من تسجيل أسرع زمن في المقطع الثاني من الحلبة مع جلب المكلارن لجناح خلفي جديد لتوليد المزيد من القوة السفلية مع أداء أفضل عند تشغيل نظام الدي.آر.أس. المرسيدس مع روزبرغ كانت الأسرع على المقطع الأول، والريدبول كانت الأسرع على المقطع الثالث من الحلبة عبر سيباستيان فيتيل الذي أحرز ثاني أسرع سرعة قياسية خلف بيريز بتسجيله 299.5 كيلومتر/ساعة. الحدث الأبرز في التجارب كان حادثة لويس هاميلتون وباستور مالدونادو، لن أخوض كثيراً في هذه المسألة بعد معاقبة سائق الويليامز، ولكن توجه هاميلتون الى مالدونادو بعد سماع قرار العقوبة وقال له ''أنا أحترمك، دعنا ننسى هذا الأمر لأننا سنقود معاً لوقت طويل‘‘. فريق المكلارن سيتمكن من إصلاح الأعطال التي لحقت بسيارة البريطاني وفقاً لقانون الفورمولا1 في فقرته 34.1. الحدث الثاني كان خروج جنسن باتون في الجزء الثاني من التجارب التأهيلية بالرغم من تصدره للجزء الأول من التجارب بفارق ثانية عن أقرب منافسيه، جرّاء خطأ استراتيجي من فريق المكلارن وبالتالي سينطلق ملك الأمطار هذا الموسم من المركز 13 مع إعداد سيارة مناسب للأجواء الجافة حيث تشير الأرصاد الجوية الى إحتمال هطول الأمطار بنسبة 30% خلال السباق. في سباق العام الماضي، قام الإتحاد الدولي لرياضية السيارات بتنبيه السائقين بعدم عبور المنعطف الأول من خارج الحلبة (كما فعل رايكونن في 2009 حيث تقدم من المركز السادس الى الثالث) مع إصرار المنظمين على زيادة كمية العشب الإصطناعي في تلك المنطفة لإجبار السائقين في الحصول على إنطلاق نظيفة. سيسعى الألماني فيتيل على الحفاظ على مركزه الأول أمام هاميلتون الذي تجاوز ويبر في الموسم الماضي على الإنطلاقة ليفوز بالسباق. فيتيل يعلم جيداً ما عليه فعله، خلق فارق أكثر من ثانية قبل السماح بتشغيل الجانح الخلفي المتحرك في اللفة الثالثة. ولكن تتفوق سيارة المكلارن مع نظام الكيرز التي بدأت بإستخدامه في العام 2009 على حساب الريدبول التي بدأت بالعمل مع هذا النظام بداية العام مع تعرضها للكثير من المشاكل سواء في التجارب التأهيلية أو السباقات. قبل عامين، تمكن كيمي رايكونن من تجاوز فيسيكالا في اللفة 14 بعد خروج سيارة الأمان مباشرة بفضل جهاز الكيرز التي أعطى سيارة الفيراري دفعة حصانية زائدة. على مارك ويبر أن يكون حذراً من فيليبي ماسا الذي تمكن من تجاوز فرناندو ألونسو في معظم إنطلاقات هذا الموسم، بينما سينتظر نيكو روزبرغ أيّ هفوة من البرازيلي للانقضاض عليه في المقطع الأول أو الثالث من الحلبة (حقق روزبرغ أسرع زمن على المقطع الأول – وثالث أسرع زمن على المقطع الثالث من الحلبة خلال التجارب التأهيلية). لا توجد فوارق كبيرة بين المراكز الأحادية (1,3,5..) أو الزوجية (2,4,6..) نظراً لهطول الأمطار باستمرار وغسلها للحلبة مراراً وتكراراً. التجارب التأهيلية لم تساعد جنسن باتون أو مايكل شوماخر لذا عليهما العودة بقوة من الخلف، باتون خسر العديد من الوقت خلف فيليبي ماسا في السباق الافتتاحي في استراليا، كما خسر وقتاً ثميناً خلف فيتالي بيتروف في السباق الألماني. باتون يعلم جيداً صعوبة مركزه فهو خرج من اللفة الأولى مع هاميلتون وسائقين آخرين في سباق العام 2009 مع فريق البراون جي.بي. كما لا يتمنى شوماخر تكرار سباقه الأول على حلبة سبا-فرانكورشان في العام 1991 بإنسحابه من اللفة الأولى جرّاء مشكلة فنية أصابت سيارته الجوردن. ولا يجب استثناء ألونسو من المعادلة فهو يملك الزخم المطلوب لإحراز نتيجة جيدة، فقد تمكن من الصعود على المنصة في آخر أربعة سباقات. المكلارن والفيراري هما الفريقين الوحيدين اللذين تمكنا من إحراز لقب جائزة بلجيكا الكبرى منذ العام 1999. فهل يتمكن الثور الهائج (ريدبول) من كسر هذه المعادلة غداً؟