«السفرة» ثمنها 3ملايين وأجهزة الجيمانيزيوم ب200 ألف وتمثال فرنسى ب350 ألف جنيه لم تكن مهمة جهاز الكسب غير المشروع، لاسترداد ما حصل عليه زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، خلال فترة عمله بالقرب من مبارك، مهمة سهلة، فخلال الفترة ما بين بدء التحقيقات معه، فى 7 أبريل 2011، وصدور الحكم بحبسه فى 28 مايو الماضى، انكشف جانب كبير من الوجه الحقيقى لعزمى، الذى تحدث يومًا عن الفساد فى المحليات، ولم يجرؤ أحد وقتها أن يسأله عن « فساده» هو. وطوال فترة التحقيق مع عزمى، كانت وقائع النهب العلنى للمال العام التى تظهر أمام المحققين، تفوق قدرة أى منهم على التخيل، ورغم أن ثروة عزمى لم تكن متشعبة مثل غيره من رجال مبارك، لأنه لم ينجب أولادًا، بما يسمح له بإخفاء أمواله فى ثورتهم، إلا أن التحقيقات فى قضيته، كانت شديدة الصعوبة، لأن الرجل الأول فى ديوان الرئاسة، كان يملك النفوذ الكافى لإخفاء «الفيل فى المنديل»، حسب المثل الشعبى، فنفوذه كان مستمدا من رأس الدولة مباشرة. الغريب أن قرار إحالة عزمى إلى الجنايات، بتهمة الكسب غير المشروع، لم يتطرق إلى عدد من المخالفات، التى قد تكون نقطة فى بحر «المخالفات المالية» التى كشف عنها الجهاز، وتتمثل المخالفات التى تجاهلها أمر الإحالة، فى تقرير للمهندسين أحمد الصاوى وناهد عبد اللطيف، خبراء الجهاز، واللذين قاما بمعاينة الفيللا رقم 5، فى أرض المشتل بالتجمع الخامس، وهى محل سكن المتهم وزوجته، ففور دخول الخبراء إلى الفيللا، كانت كل ما تراه أعينهم يطرح سؤالا متكررا وملحا، هو «من أين لك هذا؟». ففى طابق واحد من الفيللا، سجل التقرير وجود صالونات و«فوتيهات» وكراسى وترابيزات وسجاجيد، و«أبليكات»، ونجف، ولوحات فنية، ومرايات ببراويز خشب منقوش بالحفر، وأعمال الأويما والتذهيب، كما أن الأخشاب المصنوعة منها الصالونات، كانت من الزان والموهوجنى والأرو، وبعضها مذهبة، والبعض الآخر أوستر غامق إنجليزى التصميم، وبعضها منجد بقماش، والآخر فرنسى الطراز ماركة «لويكانز لوسيس»، بالإضافة إلى كنبة على الطراز الفرعوني. وكشفت معاينة الخبراء لغرفة «السفرة» وحدها، أن بها «ترابيزة» كبيرة، تتسع ل12 فردًا، بالإضافة إلى «بار» وبوفيه ودولاب فضيات، وفى الجزء الداخلى من الحجرة، كانت هناك كنبة لفردين، وعدد 2 فوتيه على الطراز الفرنسى، يتم استخدامهما لتناول الشاى، بالإضافة إلى سجاجيد صوف فاخرة بالأرضيات، بعضها محلى الصنع، والآخر مستورد، وقدر الخبراء قيمة غرفة «السفرة» وحدها، بمبلغ 3 ملايين جنيه. أما مطبخ بهية حلاوة زوجة عزمى، فقد كشفت المعاينة، أنه يحتوى على ثلاجة 18 قدمًا، وبوتاجاز وغسالة أطباق، بالإضافة إلى جميع عناصر احتياجات المطبخ من الأطباق والدواليب العلوية والسفلية، وكانت المفاجأة هى تقدير الخبراء لقيمة المطبخ بمبلغ 300 ألف جنيه، أما ال«تراس» الخارجى للفيللا، فيطل مباشرة على حمام السباحة، وبه أطقم «فوتيهات» من البامبو والحديد المشغول بالفورفورجية، وأشجار ونباتات نادرة، تم تقديرها ثمنها ب250 ألف جنيه. وفى بدروم الفيللا، توجد صالة ألعاب جيمانيزيوم، مجهزة بالأجهزة الرياضية، والتى كان عزمى واثقا فى قدرتها فى مساعدته على استعادة شبابه، ووصلت قيمة الأجهزة إلى 200 ألف جنيه، بحسب الفواتير الخاصة بها، وأثناء تجول الخبراء فى الفيللا، استوقفهم تمثال معدنى برونزى لفتاة، تحتها ملكان مجنحان على قاعدة دائرية، وهو ما وصفه الخبيران فى تقريرهما بأنه «تحفة فنية»، وتبين من معاينته أنه فرنسى الصنع، وعندما سأل الخبراء عزمى عن ثمن التمثال، أجاب بأنه يقدر بمبلغ 350 ألف جنيه، لكنه عجز عن تقديم مستندات تفيد بطريقة شرائه أو اقتنائه له، أو حتى دليل على تسديد الرسوم الجمركية الخاصة بالتمثال، وعجز أيضا عن توضيح إذا ما كان مسموحًا لتمثال فرنسى الصنع من دخول البلاد من الأساس. وتم تقدير قيمة تصميم ديكور الفيللا، والأتعاب الاستشارية للتصميمات، للدور الأول وحده بمبلغ 350 ألف جنيه، ليكون إجمالى ما توصل إليه الخبراء من تقدير لفرش الدور الأول بالإضافة إلى الحديقة، دون حساب تكلفة حمام السباحة، البالغة 4.3 مليون جنيه.