حالة من الغليان سادت الشارع الدمياطى عقب النطق بالحكم فى قضية المخلوع ونجليه ووزير داخليته ومساعديه عبر عنها الشارع بمظاهرات فى ميدان البوسته ضد المجلس العسكرى ونظام مبارك ، مطالبين بحق أم الشهيد حفاظا على دم شهداء الوطن . وقد صرح كامل أبو عبده مواطن من قرية البصارطة " للفجر " أن حكم المحكمة اليوم كان غريبا ولم يكن متوقعا ، قائلا كنت أتوقع أكثر من ذلك فالحكم الذى صدر سياسى أكثر منه قانونى . فيما قال محمود الباز مواطن من قرية الشعراء : الحكم كان متوقعا وفى باطنه الإفراج عن محمد حسنى مبارك وحاشيته ، لأن حيثيات الحكم سوف تستخدم لتبرئ حسنى مبارك من التهم المنسوبة إليه ، وأتمنى أن أعرف على أى أساس حكم القاضى بالمؤبد على هؤلاء وبراءة هؤلاء ؟ كما قال عماد سليمان مواطن من مدينة الزرقا : مقدمة الحكم التى قالها المستشار أحمد رفعت لم تبنى عليها هذه الأحكام المخففة وأرى أن الأحكام كان يجب أن تكون أكثر ضراوة من هذه الأحكام ، وفى حالة النقض فى القضية ستكون النتيجة براءة المخلوع والعادلى وزير الداخلية الأسبق ، وأتساءل عن رد فعل الإخوان المسلمين مما حدث اليوم فهل ستشغلهم إنتخابات الرئاسة فقط والصراع على الكرسى أم سيشاركون الشعب ثورته من جديد ؟ وقال كريم حافظ جوهر محامى من قرية العنانية للفجر : قبل تنحى مبارك عن الحكم توقعت أن الثورة لن تتم ولو تمت فلن تكلل بالنجاح ، وها هى توقعاتى قد صدقت اليوم عقب حكم المحكمة ، والسر فى ذلك هو الجهاز القضائى الفاشل ، وهو جهاز غير عادل لأنه الفيصل فى جميع المشكلات بين كافة الجهات . وبما أنى محامى أرى أن حيثيات هذا الحكم لا تأتى تماما بهذه النتيجة الغير مرضية للجميع والغير متوقعة بالمرة . وقد واصل الحديث سعد الحديدى مواطن من مدينة دمياط قائلا : الحكم فاشل ، وكنت أتوقع عقب المقدمة التى قالها المستشار أحمد رفعت أن تكون النتيجة الحكم بالإعدام على الجميع حفاظا على الثورة ودم الشهداء . وأضاف عدى الألفى مواطن من مدينة كفر البطيخ قائلا : مبارك سينجو بالعفو الصحى وبالتالى تكون ثورة الخامس والعشرون من يناير قد فشلت ولم تأت بنتائجها ، وكأننا لم نفعل شئ ، وأرى أن القاضى متهم بحكم كان الغرض منه خدمة النظام البائد وخدمة شفيق القادم كرئيس للجمهورية . وقال محمد أبو طايل مواطن من مدينة رأس البر تعقيبا على الحكم : الحكم غير مرض لشباب الثورة لأن كافة المتهمون بقضايا قتل المتظاهرين فى الثورة حكم ببرائتهم من التهم المنسوبة إليهم وهم الذراع المحرك لكل ما حدث ، ومبارك كان يجب أن يحكم عليه بالإعدام وليس المؤبد فقط ، فملخص المحاكمة أنها هزلية وتمثيلية فاشلة المشهد الأخير منها لم يرضى المشاهدين . وصرح صلاح عبد الغنى طبيب من مدينة دمياطالجديدة أن جمال وعلاء ورمزى والشاعر والآخرون هم من قتل الثوار بالفعل ، فحينما يتم تبرئتهم فنحن إذن أمام مسرحية مرتبة الفصول صنعها النظام ليضحك على الشعب فى الفصل الأخير منها . وفى نبرة سخرية قال فؤاد شولح مواطن من مدينة دمياط : كان على القاضى أن يحكم ببراءة المتهمين وحبس الشعب ، فالشعب هو من قام بالثورة وعذب النظام وقتل الثوار . وقد عبرت عما حدث كريمة ثابت ماجيستير تاريخ ومؤرخة قائلة : ما نحن فيه الآن لا يوصف إلا بأنه إستعمار للشعب المصرى ، فقد عدنا بالفعل لزمن الإستعمار والإحتلال وليس الفرنسى أو الإنجليزى بل المصرى ، فالشعب المصرى أصبح مستعمرا من الشعب المصرى ، أو الشعب من قادته ومسئوليه ، وأصبح الشعب تحت ضغط التخطيط ضد المجلس العسكرى والمطالبة بجلاءه عن الحكم ، وفى المقابل يدبر المجلس العسكرى بتفكير أكبر وأعمق الشعب لن يستطع الوصول إليه وبهدوء أعصاب جعل الشعب يفقد صوابه إزاء كل ما حدث .