ذكرت صحيفة الأندبندنت أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حملت روسيا أمس مسئولية إحتمال اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا ما لم تغير مسارها وتقف إلى جانب واشنطن والقوى الغربية الأخرى في دفع بشار الأسد إلى التنحي وتسهيل عملية الانتقال السياسي. جاءت هذه التصريحات في كوبنهاجن مع بداية الجولة الأسكندنافية والتي تعكس إدانة عميقة بين صناع السياسة رفيعي المستوى في الولاياتالمتحدة في محاولة لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إقصاء الأسد هو الخيار الوحيد المتاح والمقبول لمحاولة إحتواء الأزمة في سوريا. أصبح المضي قدماً في السياسة أمراً ملحاً بالنسبة للرئيس باراك أوباما الذي يبعد فقط 5 شهور عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية والذي وجه إليه الجمهوريين تهمة التخاذل. صرح السيناتور جون ماكين أمس خلال زيارته إلى ماليزيا "أنه لأمر مشين أن ترفض الولاياتالمتحدة تولي القيادة وتسارع إلى مد يد العون إلى الشعب السوري. كما أنه دعا إلى تسليح المعارضة السورية. يأمل بعض الدبلوماسيين إن لم يتم إحراز أي تقدم مع روسيا خلال زيارة بوتين إلى برلين وباريس اليوم فقد يكون ذلك في قمة ال 20 التي ستعقد في وقت لاحق من هذا الشهر في المكسيك. صرحت كلينتون لمجموعة من الطلاب الدنماركييين في رسالة واضحة لموسكو بأن الروسيين أخبروها بأنهم لا يريدون رؤية حرب أهلية ولكنها أخبرتهم بأن السياسة التي ينتهجونها من الممكن أن تساهم في نشوب حرب أهلية. تأتي هذه الأزمة الدولية وسط انقسام في قيادة الجيش السوري الحر عندما رفض قائده في تركيا ألقها عقيد على الأرض يقضي بأن الثور سيستأنفون الهجوم على قوات النظام إن لم تلتزم بوقف إطلاق النار قبل ظهر اليوم. كانت رد فعل الثوار داخل سوريا عنيفة بعد انشقاق العقيد رياض الأسعد من سلاح الطيران في يوليو الماضي ومغادرته سوريا إلى تركيا وشكل الجيش السوري الحر مع غيره من المنشقين والذي تعارض مع إعلان العقيد قاسم سعد الدين لتحديد الموعد النهائي. أخبر أحد قادة الجيش الحر صحيفة الأندبندنت أن القادة الحقيقين يوجدوا بداخل سوريا وليس في فنادق 5 نجوم في تركيا وأضاف بأنه يوجد 10 مجالس عسكرية إقليمية في سوريا والشخص الذي يعترفون به قائداً هو العقيد قاسم سعد الدين. فيما أقترح دينيس روس المستشار الخاص السابق للرئيس أوباما أمس بأنه يجب على الولاياتالمتحدة التخطيط لتوفير "ملاذ آمن" للمدنيين في شمال سوريا وهي الخطوة التي تعني بالضرورة نشر قوات للدفاع عنهم.