أنغام عمرو دياب تفتتح الفيلم وشعار جماعة الإخوان يتوج قصر الديكتاتور بملامح عربية، ذقن أسامة بن لادن، بدلة معمر القذافى العسكرية، وشعار قريب الشبه من شعار جماعة الإخوان، رسمت هوليوود ملامح الحاكم المستبد فى فيلم جديد مثير للجدل،الفيلم الأمريكي «الديكتاتور» نجح فى احتلال المرتبة الثالثة فى شباك التذاكر الأمريكية بإيرادات تخطت 24 مليون دولار فى أول أسبوع عرض، كما نجح أيضا فى صنع حالة من الجدل العالمى. الفيلم من تأليف وبطولة الممثل البريطانى ساشا بارون كوهين ومن إخراج المخرج الأمريكى لارى تشارلز، الذى أخرج من قبل فيلمى ساشا بارون «بورت» الذى حقق نجاحاً كبيراً عام 2006 وفيلم بورنو عام 2009. مع أنغام أغنية عمر دياب «حبيبى ولا على باله» افتتح فيلم «الديكتاتور» الذى تدور أحداثه حول دولة «وادية» الواقعة فى شمال أفريقيا وتخضع لحكم الجنرال «علاء الدين» الحاكم الديكتاتورى، بعد إعلان الأممالمتحدة قرار بعزمها شن حرب ضد وادية للقضاء على حكم علاء الدين المستبد، يجد الديكتاتور نفسه مضطراً لكى يسافر إلى نيويورك من أجل مخاطبة الأممالمتحدة والدفاع عن حكمه. أثناء زيارته لنيويورك يتم اختطافه فى مؤامرة دبرها عمه ومستشاره الجنرال «تأمير» من أجل التخلص منه، ويستعين «تأمير» بمواطن من «وادية» يشبه الجنرال «علاء الدين» لكى يحل محله فى نيويورك ويستغله «تأمير» كدمية يحركها كما يشاء لكى ينفذ مخططه فى صنع تحالفات مع دول الغرب بادعاء تطبيق الديمقراطية فى مقابل صفقات بيع بترول دولة «وادية» لشركات النفط الغربية. على ناحية أخرى بعد أن قام مختطفوه بحلق ذقنه يجد «علاء الدين» نفسه تائها فى شوارع نيويورك لا يعرفه أحد، وأثناء رحلته فى الشوارع الأمريكية يتعرف على «زوي» التى تملك شركة أغذية وتعتقد خطأ أن «علاء الدين» لاجئ سياسي، زوى تقرر مساعدة علاء الدين بتوفير عمل له فى شركة الأغذية الخاصة بها لتبدأ بينهما قصة حب، وفى تلك الأثناء يلتقى علاء الدين مع «نضال» الرئيس السابق لبرنامج الطاقة الذرية فى وادية الذى قام علاء الدين بنفيه، وفى محاولة منه لاسترجاع وظيفته السابقة يساعد نضال رئيس بلاده علاء الدين على أن يسترجع هو الآخر وظيفته السابقة كديكتاتور لوادية. فى نهاية الفيلم ينجح علاء الدين فى استرجاع مكانته، وأمام الأممالمتحدة يمزق الخطاب الذى أعده تأمير ويبدأ فى القاء خطبة حول مزايا الحكم الديكتاتورى، لكنه يرى زوى وهى تستمع لخطابه ويتأثر بدموعها.. فيعلن أن لديه استعداداً لتطبيق النظام الديمقراطى، وينتهى الفيلم بإجراء انتخابات ديمقراطية فى دولة «وادية» يتم تزويرها لصالح علاء الدين الذى يتزوج من زوى دون أن يعرف أنها يهودية. من هو الديكتاتور؟ سؤال حاول صناع الفيلم ألا يقدموا إجابة واضحة ومحددة عليه، أثناء تصوير الفيلم.. وخرجت تقارير تشير إلى أن الفيلم يجسد قصة حياة صدام حسين، وأن الفيلم مأخوذ عن الرواية العراقية «زبيبة والملك» التى ظهرت عام 2000 ويقال إن مؤلفها الحقيقى هو صدام حسين، وتدور أحداث الرواية فى العراق حول قصة حب تنشأ بين ملك وسيدة متزوجة تعانى من سوء معاملة زوجها لها، وتنتهى الرواية بمقتل السيدة فى يوم 16 يناير وهو نفس اليوم الذى بدأت فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية حربها ضد العراق عام 1991، ويفترض أن الملك هو صدام حسين، والسيدة هى رمز للعراق.. أما الزوج فهو رمز للولايات المتحدةالأمريكية. ولكن مقدمة الفيلم حملت اسم ديكتاتور آخر، حيث تم إهداء الفيلم لذكرى رحيل رئيس كوريا الشمالية السابق كيم جونج الثانى فى لمحة ساخرة، فى نفس الوقت أتت أحداث الفيلم لتعطى ايحاء أن الفيلم يجسد شخصية القذافى خاصة أن ملابس علاء الدين كانت شبيهة بملابس القذافى.. كما ظهر الديكاتور فى الفيلم بصحبة فريق حماية نسائى أعاد للأذهان صورة فتيات الأمن اللاتى اعتدن الظهور بجوار القذافى. تعمد صناع الفيلم عدم رسم صورة واضحة ومحددة المعالم للديكتاتور المقصود وتركوا للمشاهد حرية أن يربط بطل الفيلم بشخصية الديكتاتور التى يريدها، وفى نفس الوقت رسم الفيلم خطوطاً عريضة لحاكم مهووس بمجده الشخصى الذى يأتى على حساب دماء أبناء شعبه، حريص على تخليد اسمه بإنجازات وهمية، يعتقد أنه قادر على التفوق فى كل المجالات، لا يحتاج لقدر كبير من الذكاء بقدر احتياجه لقدر كبير من الحراس، ولكى يستمر فى الحكم يحرص على إبقاء شعبه تحت خط الفقر. أثار الفيلم موجة من الانتقادات، فقد اعتبرته مجلة «فورين بولسى» فيلماً عنصرياً، وأشارت المجلة إلى أن الفيلم على الرغم من انتقاده الواضح لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب وسخريته من ادعاء هذه الدول بدعمها للديمقراطية بينما فى واقع الأمر هى لا تهتم سوى بمصالحها وبنصيبها من بترول العالم، وعلى الرغم من انتقاد الفيلم للمواطنين الأمريكان وتصويرهم كمصابين بفوبيا الإسلام وأنهم ينظرون لكل عربى باعتباره إرهابياً، إلا أن فيلم «الديكتاتور» سقط فى فخ تقديم صورة نمطية للمواطن العربى والثقافة العربية.. وأضافت المجلة أنه ليس من السهل الهروب من الشعور بأن الفيلم لا يسخر من الحكام المستبدين بقدر سخريته من الدول والثقافات التى تنتج مثل هذا الحاكم الديكتاتور.. والدليل أن المواطن الوحيد الذى قدمه الفيلم من دولة «وادية» باستثناء الديكتاتور وحاشيته وهو المواطن الذى لعب دور بديل الديكتاتور فى نيويورك وكان يتسم بشخصية سلبية وغبية. على ناحية أخرى هاجم الأمريكان ذوو الأصول العربية الفيلم، ووصفت نادية تونوفا مدير «الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأمريكية» الفيلم بأنه حلقة جديدة فى سلسلة السخرية من العرب فى أفلام هوليوود الحريصة على تصوير العرب كإرهابيين ومتوحشين. لم يقتصر الأمر على تعرض الفيلم للانتقاد.. لكنه تعرض أيضا للمنع من العرض بعد أن قررت دولة طاجيكستان عدم عرض «الديكتاتور»، وبررت السلطات اتخاذ هذا القرار بدعوى أن الفيلم يتعارض مع «عقلية الأمة».