المصريون جرجروا الجماعة للجولة الثانية والأقباط والنساء فرضوا أنفسهم تحولت المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات الرئاسة إلى كابوس يطارد قيادات الإخوان، فقد توالت على رءوسهم الهزائم التى لا يعوضها صعود مرشحهم الرئاسى لجولة الإعادة، تجرعوا مرارة الهزيمة فى معاقلهم التاريخية.. خرجوا من مسقط رأس مؤسس الجماعة حسن البنا بفضيحة.. بعد أن ذهبت أصوات أهلها إلى خصمهم اللدود الفريق أحمد شفيق، وتكرر السيناريو فى مسقط رأس المؤسس الثانى للجماعة «جودة شعبان».. ولم تنجح كتائب التنظيم فى الحفاظ على ماء وجه الجماعة أمام التحليق المنفرد للنسر حمدين صباحى فى مدن القناة التى كانت تدعى أن أصوات أهلها مرهونة بإشارة من مكتب الارشاد، لكن مكتب الإرشاد الآن بحاجة لمن يرشده إلى طريق الخلاص من غضب شبابه.. وقبلهم غضب المصريين الذين منحوهم أصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، وحجبوها عنهم فى الصناديق الرئاسية. تلقى الإخوان فى هذه الجولة من الانتخابات الرئاسية لطمة تنذر بهزيمة مرشحهم بالتقسيط، وكشفت عن المنافسة الشرسة التى يلاقيها من خصمين ليس من السهل أن ينال منهما وهما أحمد شفيق وحمدين صباحى، لقد تمكن كلاهما من حصد تأييد الناخبين بدون جنة موعودة أو صك غفران، لقد انهالت عليهما الأصوات دون أن يتسترا خلف لافتة تطبيق الشريعة.. بل كانا واضحين فى تصريحاتهما ووعودهما التى تتمسك بمدنية الدولة والحفاظ على النسيج الواحد للمصريين دون تمييز. سقطت أقنعة الغرور التى كانت تغلف تصريحات الإخوان عن قدرتهم على حسم الانتخابات من أول جولة، أصبحوا مطالبين بتبرير خسارة مرشحهم لأصوات كانت مضمونة لكنها ذهبت إلى المنافسين، فقد أسفرت فرز22 لجنة انتخابية فى مركز المحمودية، مسقط رأس حسن البنا مؤسس الجماعة، حصول محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، حيث حصل على 3432 صوتا، وحصل عمرو موسى على 2700 صوت، وفى المركز الثالث شفيق بمجموع أصوات 2072 صوتًا، ثم أبوالفتوح وحصل على 1998 صوتًا، يليه حمدين صباحى 1974 صوتًا، بينما حصل سليم العوا على 74 صوتا، وأبو العز الحريرى على 27 صوتا، وحصل محمد عيسى، وأحمد حسام خيرالله على 16 صوتًا لكل منهما، وحصل محمود حسام على 13 صوتًا، والأشعل على 6 أصوات فقط. وتكرر السيناريو مع نتائج الفرز بقرية الصنافين البحرية مسقط رأس جودة شعبان المؤسس الثانى لجماعة الإخوان المسلمين التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية والتى أسفرت عن تقدم الفريق أحمد شفيق ب997 صوت ويليه الدكتور محمد مرسى ب581 صوتًا ثم أبوالفتوح ب250 صوتًا وحمدين صباحى 143 صوتًا وعمرو موسى 21 صوتًا وخالد على 6 أصوات وباقى المرشحين 1 ما عدا الأشعل لم يحصل على أى صوت. لقد كشفت الجولة الانتخابية الأولى عن القوة الحقيقية لكتلة الأقباط.. من وجهوا دعمهم لمرشح لم يتعال عليهم، وكشفت عن القوة الحقيقية لصوت المرأة التى لم نسمع صوتها فى برلمان تسيطر عليه غالبية تنتمى لتيار الإسلام السياسى، كلا الكتلتين ربما لم تدفعا بأصواتهما للمرشح الأفضل، لكنهما أرادا ابعادها عن المرشح الأسوأ، وبمنطق التصويت العقابى أصبحوا داعمين لمن اعتبروهما فى مواجهة مرشحى الإسلام السياسى، وبالتحديد الجماعة وحزبها ومرشحها. لقد اختار المصريون التصويت فى هذه الانتخابات بقلوبهم وليس بعقولهم، منحوها لمن تعاطفوا معهم ضد الإهانات التى تعرضوا لها فى الساعات الأولى من بدأ التصويت، فكل حذاء كان مصوبًا ضد الفريق أحمد شفيق.. جذب معه آلاف الأصوات التى لم تقبل إهانته، وكل محاولة للهجوم على حمدين صباحى لكونه ناصريًا انقلبت لدعاية تجر إليه الأصوات، وكل تصريح من القيادات الإخوانية عن ثقتهم فى فوز مرشحهم من الجولة الأولى كان بمثابة إهانة لم يقبلها المصريين