بعد عشرين سنة على الاعتداء الذي اودى بحياة القاضي المتخصص في مكافحة انشطة المافيا جوفاني فالكوني، دعا رئيس الوزراء ماريو مونتي خلال حفل لاحياء هذه الذكرى اقيم الاربعاء في باليرمو، الى "محاربة جماعات المافيا بدون رحمة". وقال مونتي "على كل البلاد ان تساهم في محاربة المافيا من دون شفقة. من المستحيل محاربة كوزا نوسترا فقط في باليرمو ودرانغيتا في ريجو كالابريا والكامورا في نابولي". ورفع مونتي الستار عن لوحة رخامية في ذكرى اكثر من 200 شخص من ضحايا المافيا بينهم نقابيون وناشطون ضد المافيا في "حديقة الذاكرة" التي اقيمت على ارض زراعية صودرت من ميكيلي غريكو زعيم مافيا توفي في 2008 كان عضوا في قيادة كوزا نوسترا، مافيا صقلية. وهذا اجراء رمزي بعد ان اصبح لايطاليا اداة لمكافحة المافيا تسمح لها بحجز ثم مصادرة نهائيا اي ممتلكات -- منزل او مؤسسة او سيارة -- تعود للجريمة المنظمة. وقال المدعي الوطني لمكافحة المافيا بيترو غراسو متوجها الى 2600 شاب وصلوا فجرا الى باليرمو على متن سفينتين ترفعان صور عملاقة للقاضيين فالكوني وبورسيلينو "نبني مستقبلنا على الذاكرة". وفي 23 ايار/مايو 1992 انفجرت شحنة من 500 كلغ من المتفجرات على الطريق المؤدية من المطار الى وسط باليرمو ما ادى الى تطاير السيارة التي كانت تقل فالكوني والى مقتله مع زوجته وثلاثة من حراسه. وسيتم الاحتفال بهذه الذكرى طوال النهار في باليرمو وبذكرى اغتيال زميل فالكوني القاضي باولو بورسيلينو بعد شهرين في 19 تموز/يوليو 1992. وستنظم تظاهرات انطلاقا من الشارع الذي قضى فيه بورسيلينو في انفجار سيارته حتى "شجرة فالكوني" امام منزله حيث علقت صور وعشرات الرسائل. وكتب على لافتة حملها غراسو ووزير التربية فرانشيسكو بروفومو "عدنا الى هنا كي لا ننسى". وقالت ماريا فالكوني شقيقة القاضي الراحل امام الحشود "اني مسرورة جدا لانني الاحظ ان عدد الشباب يزداد كل سنة. ومنذ عمليات الاغتيال كل شيء تغير كان هناك منعطف. طلب المجتمع المدني من الاوساط السياسية الوقوف جانبا". وتوقف الرئيس جورجو نابوليتانو على الطريق السريع امام النصب الذي اقيم في ذكرى فالكوني، وعلى تلة البيت الصغير الابيض الذي تم منه تفجير العبوة بامر من زعيم المافيا جوفاني بروسكا. والخطابات الرئيسية القيت في مكان رمزي اخر هو قاعة في سجن اوتشاردوني في باليرمو الذي شهد محاكمة ضخمة ضد كوزا نوسترا بعد تحقيق طويل في قضيتي فالكوني وبورسيلينو. وشملت هذه المحاكمة الضخمة التي جرت بين شباط/فبراير 1986 وكانون الاول/ديسمبر 1987، 475 متهما واكثر من الف سنة من السجن صدرت في اطار 19 عقوبة بالسجن المؤبد. وحول نقاط الغموض التي لا تزال قائمة في التحقيق في اغتيال فالكوني وبورسيلينو قال مونتي ان "لا اعتبارات للمصلحة العامة تبرر التأخير في تحديد الوقائع والمسؤوليات. الاعتبار الوحيد هو كشف الحقيقة". واعتقل المخطط للاعتداء زعيم مافيا كوزا نوسترا توتو رينا والمنفذون وصدرت احكام بحقهم لكن الشكوك لا تزال قائمة حول تورط محتمل لاوساط اخرى مرتبطة بالدولة وباجهزة الاستخبارات الايطالية.