اعلن وزير الخارجية السعودي الاربعاء خلال افتتاح اجتماع "اصدقاء اليمن" في الرياض ان المملكة ستقدم 3,25 مليار دولار لدعم المشاريع الانمائية في اليمن. وقال الامير سعود الفيصل امام المشاركين في المؤتمر "حرصا من المملكة على امن واستقرار اليمن، ستقدم ثلاثة مليارات و250 مليون دولار مساهمة منها لدعم المشاريع الانمائية". كما اشار الى "تمويل وضمان صادرات سعودية ووديعة في البنك المركزي اليمني" من دون ان يكشف عن حجمها. وتشارك في "مؤتمر اصدقاء اليمن" حوالى ثلاثين دولة ومنظمة تعنى بالشان الانساني ابرزها دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكبرى المنظمات التابعة للامم المتحدة. واعاد الفيصل التذكير بان السعودية "قدمت خلال مؤتمر لندن للمانحين (2006) مبلغ مليار دولار (...) كما قدمت مؤخرا دعما في قطاعي البترول والكهرباء ومن المتوقع ان يتم اليوم توقيع اتفاقيتين في قطاع الخدمات الصحية والكهرباء بقيمة 105 ملايين دولار". وفي شباط/فبراير 2010، بحث اجتماع للمانحين في الرياض وسائل صرف ما تبقى من مساعدة مالية بقيمة 5,7 مليارات دولار وعد بها اليمن في لندن العام 2006 منها 2,5 مليار دولار ملقاة على كاهل الدول الخليجية المجاورة لليمن. واوضح تقرير اعده البنك الدولي والاممالمتحدة والحكومة اليمنية وجهات اخرى ان اليمن تلقى ثلاثة مليارات دولار "خلال السنوات الماضية في شكل تمويل خارجي، 80% منها مساعدات رسمية". الى ذلك، اعلن الفيصل ان بلاده "ستستضيف المؤتمر المقبل للمانحين بين 27 و 30 حزيران/يونيو المقبل". من جانبه، قال رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة الذي يرأس وفد بلاده ان "ما حدث في صنعاء من تفجير مروع راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى يستدعي منكم ان تولوا اليمن اشد الاهتمام". واضاف ان" الاجتماع تاخر اكثر من عام بسب الاوضاع" التي شهدها اليمن. وتقدم بالشكر من السعودية والمجتمع الدولي مؤكدا ان بلاده ماضية في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. وقال "نريد ان نؤكد تصميمنا السير في نفس الطريق (المبادرة الخليجية) واملنا كبير بالدعم السياسي اللازم لتجاوز المرحلة الانتقالية ودعم الاقتصاد" الذي يعاني بشكل كبير، خصوصا منذ انطلاق الاحتجاجات التي انهت حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. واضاف "نحن على ثقة بانكم تدركون خطورة وحساسية الوضع في اليمن الذي يحتاج الى الكثير والكثير لكي يستيعد عافيته (...) اليمن يتطلع اليكم فلا تخذلوه". وتابع باسندوة "لقد اعددنا برنامجا مرحليا للاستقرار والتنمية للعامين 2012-2013 كخطة قصيرة الاجل هدفها انعاش الوضع الاقتصادي واستقرار الاوضاع امنيا وسياسيا واجتماعيا". وختم قائلا ان الخطة تتضمن مشاريع عدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والانسانية والاصلاحات (...) ونعول على الاشقاء والاصدقاء في تمويلها". بدوره، قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان اليمنيين "قدموا نموذجا يحتذى في تحقيق التغيير السلمي عبر الحوار وتداول السلطة سلميا وتجنب حرب اهلية كان يمكن ان تاكل الاخضر واليابس". واضاف ان المبادرة الخليجية "قدمت الحل لذلك التغيير" مشيرا الى "حرص كل الاطراف على انجاحها". لكنه استدرك قائلا ان المبادرة الخليجية "لا تشمل كل ما يجب انجازه من قبل الحكومة خلال هذه المرحلة فثمة قضايا اخرى بحاجة الى معالجة والبدء في ذلك خلال المرحلة الانتقالية مما يتطلب تقديم الدعم الفني والمادي والمعنوي". وقال وزير التخطيط محمد السعدي لفرانس برس "هناك حاجة انسانية عاجلة تقدر ب 470 مليون دولار لمساعدة اكثر من نصف مليون نازح في ابين وصعدة" مشيرا الى مشاريع استثمارية "يمكن تاجيلها رغم اهميتها على خلاف المساعدات الانسانية". يشار الى ان النداء الذي اطلقته الاممالمتحدة لتقديم مساعدات انسانية طارئة "لم يحصل سوى على 43 في المئة من التمويل المطلوب، اي مع عجز بلغ 262 مليون دولار"، بحسب تقرير اعدته سبع منظمات ناشطة في المجال الانساني. وحذرت هذه المنظمات من ان اليمن بات على شفير "ازمة غذاء كارثية" بحيث لا يجد عشرة ملايين نسمة يشكلون 44 في المئة من السكان، ما يكفي من الطعام في بلد هو الافقر بين دول شبه الجزيرة العربية.