نشرت ذي دايلي بيست مقالا اوردت فيه انه من الصعب أن نعرف لمن نصوت في الانتخابات الرئاسية يوم الاربعاء في في مصر. وكان اثنان من المرشحين الرئيسيين، عمرو موسى وأحمد شفيق، مسؤولين في نظام مبارك السابق ويشتبه في أن لهم علاقات مع الجيش. عبد المنعم أبو الفتوح هو الاسلامي المعتدل الذي طرد من جماعة الاخوان المسلمين، و كان هذا سبب لدعم السلفيين له. و ياتي بعد هؤلاء الثلاثة محمد مرسي, و هو مرشح الإخوان المسلمين، وهي المنظمة التي اظهرت الوجه المعتدل ولكن ما يعطي مؤخرا اشارات مثيرة للقلق هو اتخاذهم جدول أعمال دينية أكثر تحفظا. الذي تفتقده هذه التشكيلة من احتمالات انتخاب المرشحين , هو وجود ليبرالي حقيقي، مرشح غير ملوث من الماضي الاستبدادي، و لا يدعو إلى فرض أجندة إسلامية بشكل ما. وكان المرشح الأقرب لهذا الملف الشخصى محمد البرادعي، الحائز علي جائزة نوبل للسلام , و المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، و الذي انتهت حملته في يناير الماضي. كيف وصلنا إلى هذا النجاح، حيث تمثل القوتين الأكثر نفوذا في مصر الجديدة إما ماضيها الاستبدادي، أو آخر من الإسلاميين ؟ فمن قام بثورة ميدان التحرير في وقت مبكر من العام الماضي كان الشباب المصريين الغاضبين , و الطبقة المتوسطة، الذين استخدموا وسائل الاعلام الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر لتنظيم احتجاجاتهم، و نشر أعمال النظام الوحشية ، وبناء الدعم من أجل مصر ديمقراطية. في ذلك الوقت، كان هناك حديث كثير حول كيفية تمكين التكنولوجيا للديمقراطية وإجبار مجتمع منغلق علي الانفتاح. وحتى الآن، فقد فشلت هذه المجموعة من الناشطين الشباب، والتي لا تزال تخرج لاحتجاجات في الشوارع مثل المظاهرات الأخيرة أمام وزارة الدفاع، في تحويل نفسها الى لاعب ذي مغزى في السياسة الانتخابية في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك. فمن المسلم بيه, ان هذه المجموعة لا تمثل الغالبية العظمى من المصريين، الذين ما زالوا أقل تعليما، ومحافظون اجتماعيا، والمناطق الريفية. لكن بالتأكيد كلن يروق لهم لو كان هناك زعيم ليبرالي على الأقل ضمن المرشحين الأربعة الأوائل الرئاسية ليحقق آمال الكثير من المصريين من أجل النمو الاقتصادي والحرية السياسية. لكن جزءا من اللوم يقع على الليبراليين في مصر انفسهم. فقد كان بامكانهم تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات، والتصرف بشجاعة المتهور لتحدي النظام القديم. ولكنهم لم يتمكنوا من الانتقال الى الالتفاف حول مرشح واحد، ومن ثم الانخراط في بطء، والعمل علي تنظيم حزب سياسي يمكن أن ينافس في الانتخابات. الأحزاب السياسية موجودة من أجل إضفاء الطابع المؤسسي على المشاركة السياسية، وأولئك الذين كانوا أفضل في التنظيم، مثل جماعة الاخوان المسلمينحققوا تقدما ملحوظا. على ما يبدو،ان الفيسبوك، كان شرارة مفاجئة، ولكنه لم يولد ما يكفي من الحرارة على مدى فترة ممتدة لتدفئة المنزل.