أكدت المرأة المصرية على أن الاهتمام بها وبقضاياها مطلب أساسي من الرئيس القادم فقضاياها جزء من المجتمع ككل ولا يمكن النهوض بالمرأة دون باقي أفراد أسرتها، ولكن تراجع دور المرأة بعد الثورة في مختلف المجالات، هو ما دفعهن بأن يناشدن رئيس مصر القادم بأن يضع المرأة على أجندة أولوياته ، فالمرأة تمثل 50% من المجتمع فلن ينهض نصف المجتمع بمفرده دون النصف الأخر، كان ذلك ما طالب به المشاركات والمشاركين في المائدة المستديرة التي نظمتها جمعية نهوض وتنمية المرأة تحت عنوان "ماذا تريد المرأة في عهد الرئيس القادم؟". وتأتي هذه المائدة المستديرة في ظل التراجع الذي حدث للمرأة على مختلف الأصعدة والذي بدأ بعدم ضمها في لجنة التعديلات الدستورية والتشكيلات الوزراية التي تمت بعد الثورة، إلى جانب الهجوم على بعض قوانين الأحوال الشخصية التي تعتبر من مكتسبات المرأة، وعدم إدخال المرأة ضمن حركة المحافظين بحجة الإنفلات الأمني، ثم شاهدنا جميعاً إلغاء قانون الكوتة بحجة أن الثورة حققت لنا المساواة والعدالة بين الجميع، لنفاجأ بعد بنتائج الإنتخابات البرلمانية وانتخابات الشورى وعدم تمثيل المرأة بالعدد الكافي داخل البرلمان والذي يحقق المصلحة. وقد شهدت المائدة المستديرة حضوراً متميزاً للعديد من الشخصيات الهامة من صناع القرار، والإعلاميين، والجمعيات الأهلية المعنية بمطالب المرأة من الرئيس القادم، بالإضافة إلى عدد من الكتّاب. وقد تحدث فيها مجموعة من المتحدثين المتخصصين في جميع المجالات وهم: د.إيمان بيبرس-رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، والدكتورة/ شهيدة الباز-المستشارة الدولية في الاقتصاد السياسي للتنمية، بالإضافة إلى الفنان القدير/ سامح الصريطي ، وأيضاً الفنانة والكاتبة نادية رشاد، والأستاذة الدكتورة/ عواطف عبد الرحمن-مديرة مركز التراث الصحفي بجامعة القاهرة، وأيضاً كل من اللواء/ إبراهيم ندا- مدير جمعية أمهات حاضنات مصر، والأستاذ/ مجدي عزيز-رئيس مجلس إدارة مؤسسة التنوير للتعليم والتنمية، و د.سهير حبيب- مؤسسة جمعية العاملين بالأمم المتحدة ومستشارة للتخطيط الإنمائي للمرأة. كما شهدت المائدة حضور وتحدث عدد من الكاتبات الصحفيات المتميزات وهم: الأستاذة/ ناهد المنشاوي، والأستاذة/ إقبال بركة، والأستاذة/ أفكار الخرادلي، والأستاذة/ منى نشأت. وتأتي هذه المائدة في إطار اهتمام الجمعية بكافة قضايا المرأة وكيفية تنمية دورها في الفترة القادمة وإعلاء صوتها. وقد اتفق جميع الحضور على أهم مطالب المرأة من الرئيس القادم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والقانونية، إلى جانب مجالي الفن والإعلام، من أجل تحسين وتنمية نصف المجتمع والذي سيؤدي في النهاية للنهوض بالمجتمع ككل. كما شارك بالحديث في المائدة المستديرة مجموعة من السيدات المعيلات اللاتي تتعامل معهن الجمعية من خلال مناطق العمل العشوائية التي تتوجه لها وهي المنشية ومصر القديمة وعزبة وعرب الوالدة وغيرها من المناطق الأخرى، وانحصرت مطالبهن في توفير مسكن آمن وصحي، وعلاج لكل المصريين، ومياه نظيفة، إلى جانب توفير الأمان، والحصول على حياة كريمة، بالإضافة إلى أنه تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان " ماذا تريد المرأة من الرئيس القادم" ، والذي أكد على نفس المطالب. وقد صرحت د.إيمان بيبرس - رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة بأن هدف اللقاء هو التحدث عما تريده المرأة المصرية من الرئيس القادم من مطالب عامة وخاصة، وتحدثت في البداية عن مطالب أهالي الشهيدات والشهداء الذين تقابلت معهم من خلال كتابها . وأضافت د.إيمان بأن من خلال خبرة الجمعية على مدار أكثر من 25 سنة وتعاملها مع أكثر من 60.000 أسرة في أكثر المناطق عشوائية في مصر، فقد قامت الجمعية بعمل دراسة مع أكثر من 1700 شاب و2700 سيدة حول أهم مطالبهم خلال الفترة القادمة، وكشفت نتائج الدارسة إلى أن مطالبهم تتلخص في العيش في مسكن آمن وصحي فأغلب المنازل لا يوجد بها صرف صحي ولا مياه صالحة للشرب، وتوفير العلاج، وتوفير فرص تعليمية تساعدهم على إيجاد عمل يدر عليهم دخل ليعيشوا بكرامة.