اعتبر محمد نبو السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الإشتراكية في الجزائر اليوم /السبت/أن مبادرة الإجماع الوطنى وسيلة من وسائل التغيير السلمى الهادئ. وأوضح نبو فى لقاء عقده مع اعضاء حزبه وفعاليات من المجتمع المدنى أن هذه المبادرة السياسية التى تتبناها جبهة القوى الإشتراكية تهدف إلى التغيير السلس على أسس ديمقراطية تكون تحت رقابة الشعب ... مشيرا إلى أن هذا المشروع السياسى يهدف إلى حماية الوطن ضد كل الأخطار التى تهدد استقراره وأن أرضية هذه المبادرة ارتكزت على الأطر التى تضمن بناء دولة القانون. وأشار السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الإشتراكية الى أن هياكل حزبه ذهبت مجتمعة إلى خيار مبادرة الإجماع الوطنى بناء على قناعة متأصلة ناتجة عن استقراء تاريخ أنظمة الحكم خلال ندوة نظمها الحزب مطلع السنة المنقضية حول "مسارات الإنتقال الديمقراطى"، مؤكدا أن الهياكل القاعدية لتشكيلته السياسية متفقة على ضرورة استغلال مرجعية الحزب التاريخية وثقله السياسى فى الساحة السياسية والإستعانة برصيده من الخبرة المشبع بالوطنية وبالإنتماء إلى وطن واحد من أجل بنائه وحمايته وضمان استمراره، معتبرا أن مبادرة الإجماع الوطنى تحديا حقيقيا لكل الأحزاب والشخصيات السياسية البارزة للالتفاف حولها للذهاب بالوطن إلى بر الأمان أمام هذه المتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية. وذكر أن كل القوى السياسية الفاعلة من أحزاب وشخصيات وجمعيات هم معنيون بالمشاركة فى أعمال الندوة الوطنية المقرر عقدها يومى 23 و24 فبراير المقبل، معتبرا أن هذه الندوة فرصة للمشاركين من مختلف الطوائف السياسية لإثراء النقاش حول الآليات العملية لتنمية الوطن وتحقيق التنمية المستدامة . وأكد السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الإشتراكية في ختام كلمته أن كل الأفكار والآراء السياسة ستكون محل عرض في هذه الندوة، وسيتم سردها وصياغتها بدون أى إقصاء لأى طرف باعتباره المبدأ الذى ارتكز عليه مشروع مبادرة الإجماع الوطنى. كان حزب جبهة القوى الاشتراكية قد دعا فى شهر نوفمبر الماضى إلى ما أطلق عليها "مبادرة الاجماع الوطنى" التى تدعو الى عقد ندوة الاجماع الوطنى بإشراك جميع الفاعلين السياسيين والشخصيات الوطنية والمجتمع المدنى وباشر سلسلة لقاءات مع مختلف الأحزاب وحتى النقابات والمنظمات الحقوقية والجمعيات المدنية لحشد الدعم لهذه المبادرة لتجاوز الأزمة السياسية فى البلاد بيد أن هذه المبادرة لم تلق استحسان بعض المعارضين والذين شككوا فى نوايا حزب جبهة القوى الاشتراكية واتهموه بالقيام بدور لصالح السلطة السياسية، فيما رحبت بها احزاب معارضة اخرى دون ان تحدد موقفها النهائى من المشاركة فى الندوة الوطنية. يذكر فى هذا الصدد أن حزب جبهة القوى الاشتراكية هو أقدم حزب معارض فى الجزائر أسسه الزعيم التاريخى المعارض حسين آيت أحمد عام 1963 والذى اعتزل العمل السياسى عام 2012 ليعيش فى منفى اختيارى بسويسرا .