وصف اللواء طلعت موسى الخبير العسكرى والمستشار باكاديمية ناصر العسكرية، زيارة الرئيس السيسى إلى الصين، بالخطوة الاستراتيجية التى تدل على حرص الدولة المصرية على اقامة علاقات متوازنة مع كل الاطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى دون أن تنبى علاقة مصر بطرف على حساب طرف آخر، كما تدل أيضا على التغيير الجذرى فى السياسة الخارجية المصرية واستقلالية قرارها بعيدا عن الفلك الولاياتالمتحدة ومقاييسها ومصلحتها. وأضاف موسى فى تصريحات "للفجر": لقد تغيرت قواعد النظام الدولى كثيرا فى الأعوام الماضية بحيث لم تعد الولاياتالمتحدة القطب الأوحد وصعدت مجموعة من الأقطاب الأخرى وعلى رأسها الصين كأقطاب فاعلة فى الخريطة الدولية التى تغيرت ملامحها كثيرا بالاتساق مع صعود هذه القوى الجديدة وفى اطار عالم متعدد ، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية المصرية تتجاوب مع تلك المتغيرات وتنفتح على العالم الجديد باستقلالية وتوازن.
وأكد موسى، أن وجة نظر الصين تجاه العديد من القضايا الدولية خاصة القضايا المركزية العربية تكاد تكون متطابقة مع وجهة النظر المصرية، مشيرا إلى أن انسجام الفيتو الصينى والروسى فيما يخص الأزمة السورية ورفض التدخل العسكرى الأمريكى لا يعكس فقط الاتجاه المضاد للأرادة والادارة الأمريكية وإنما يعكس أيضا تفهم الصين للحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية كما يعكس انسجام المواقف بين قوتين دوليتين كبيرتين وهما روسياوالصين فى مقابل الاتجاه الأمريكى الأمر الذى سيكون له كبير الأثر الإيجابى على مساندة القضايا العربية فى المحفل الدولى، مضيفا: علاوة على أزمة سوريافالصين اعربت عن تفهمها للمطالب المشروعة للشعب الفلسطينى واحترامها لارادة الشعب المصرى ودعم جهود الحكومة العراقية فى مواجهة الإرهاب الأمر الذى يجعل الصين بثقلها الدولى حليف استراتيجى للوطن العربى.
أما على صعيد العلاقات العسكرية، فأوضح موسى، أن الصين تتمتع بقدرات عسكرية كبيرة ومن المهم اقامة علاقات وطيدة معها، مختتما بقوله : الرئاسة المصرية تبذل جهودا حثيثة من أجل وضع مصر على الطريق الصحيح كما يليق بامكانتها التاريخية والجيوسياسية.