لم يكن الأهلى هو الأفضل حتى يفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية لأول مرة فى تاريخ الكرة المصرية. كان سيوى سبور الإيفوارى هو الأحسن من كل الوجوه.. الفنية والبدنية والتكتيكية.. ولكنه لم يكسب.
والسؤال الذى يردده الكثيرون.. بل جميع من تابع وشاهد المباراة النهائية باستاد القاهرة.. لماذا فاز الأهلى؟
الإجابة بمنتهى البساطة تكمن فى عبارة واحدة من ثلاث كلمات هى «روح الفانلة الحمراء».
روح الفانلة المستمدة من جماهير عظيمة عاشقة لفانلة ناديهم واثقة فى أن النصر قادم حتى قاربت النهاية إلا من ثوانى فإذا برأس عماد متعب الذهبية تدك مرمى الضيوف بهدف قاتل أعاد المتعب إلى إثبات أنه لاعب فذ، وعادت الروح إلى المدرجات، وإلى ملايين المشجعين الذين شاهدوا اللقاء عبر شاشات التليفزيون.
كان سيوى سبور متكامل الصفوف، وكان يملك بدلاء على مستوى الأساسيين، وكان لا يعانى من إصابات أو غيابات.. وكان يلعب فى ظروف خالية تماماً من أى ضغوط نفسية.
فى المقابل.. كان الأهلى ناقص الصفوف، ولا يملك فى الدكة إلا لاعبين اثنين أو ثلاثة.. وكان عدد المصابين والغائبين أكثر من الموجودين فى الملعب.. وكان الضغط العصبى على اللاعبين غير عادى.
رغم كل هذه الفوارق.. فاز الأهلى.
إذن.. هى ليست كرة قدم بالمنطق المتعارف عليه، وإنما هو إعجاز وراءه جوانب أخرى بعيدة عن الساحرة المستديرة ترتبط بالأهلى، واسم الأهلى وتاريخه مع الإنجازات التى كم تحقق منها الكثير بسبب الروح.. روح الفانلة الحمراء.
ليس جاريدو.. ولا تكتيكاته.. ولا عبقريته، وإنما هى إرادة لاعبين، لم يصبهم اليأس أو الاحباط، وهم يجدون أنفسهم أقل قدرة وكفاءة من منافسهم لأسباب كثيرة لا يتحملونها كما قلت نتيجة الإصابات والغيابات، ومع ذلك لم يفقدوا سلاحهم، أو يلقونه على الأرض، وإنما تمسكوا بما كان يعينهم على قبول التحديات.. الروح القتالية.
هى مباراة جديرة بالدراسة.. وحدث يحتاج إلى التأمل وبطولة ستظل هى الأغلى.. لأنها كانت الأصعب.