أكد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- أن القسام قطع عهدا على نفسه بتحرير الأسرى، قائلا:" إن حرية الأسرى مسألة وقت فقط ويوم الحرية بات أقرب من أي وقت مضى" . وأضاف أبو عبيدة في كلمة له خلال عرض عسكري لكتائب القسام في ذكرى انطلاق حماس ال27 بغزة، "لا ترهقوا أنفسكم بالتفكير في الأرقام والأعداد والأشلاء والأجساد، ولا كيف ومتى، لكن نعدكم بأن لدينا الكثير من المفاجآت".
ووجه أبو عبيدة حديثه للاحتلال الاسرائيلي قائلا:"اعتقلتهم 450 أسيرا ممن خرجوا في صفقة وفاء الأحرار، وحكمتم عليهم أحكاما جديدة، فنقول لكم احكموا ما شئتهم، لكنكم لن تحددوا موعد الإفراج عنهم كما حدث في الأحرار"، متابعا: "سيتحرر أسرانا في وقت غير الذي تفكرون وتحددون".
وأشار أبو عبيدة إلى مصادقة الكنسيت على قرار يمنع الإفراج عن الأسرى، "ظنا منهم أنه سيكون أكثر من مجرد حبر على ورق، لكنه عندنا لا يساوي الحبر الذي كتب فيه".
ونصح أبو عبيدة باسم القسام، من صادقة على ذلك القرار، أن يبحثوا لأنفسهم عن مخرج من الآن يحفظ وجوههم من هذا القرار البائس"، وفق قوله.
ووجه رسالة إلى الاسرائيليين قائلا: "بدل أن تصفقوا وتهللوا للإرهاب والقتل والتطرف الأعمى، أوقفوا قيادتكم عند حدها، واسألوا قادتكم السياسيين والعسكريين، في أي صحراء أضاعوا جنودكم وأبناءكم؟، وإلى أي مجهول أرسلوهم ويرسلونهم؟!".
واستطرد المتحدث باسم القسام :"أيها الصهاينة .. قالوا لكم "الجرف الصامد"، ها قد انقشع الغبار، قفوا وانظروا حولكم، وطالبوا قيادتكم وجيشكم أن يقول لكم الحقيقة، الحقيقة المرة، ما جرى لجيشكم وجنودكم في غزة، فها هي كل يوم تتكشف، وما خفي كان أعظم".
وأوضح أن قيادة الاحتلال ومن يتساوق معها يتعمّدون إعاقة الإعمار في غزة، "ونقول لهؤلاء من جديد، إنّ نفاد صبرنا وصبر شعبنا على هذه القضية ستكون له تبعات سيتحملها جمهور العدو وقيادته".
وحذر أبو عبيدة من لحظة الانفجار التي عوّد الشعب عدوّه أنها لن تكون في صالحه، مبينا انه شعب لا يقبل الهوان، ومقاومته درعه الحصين وسنده المتين، مكملا: "لن نقبل بأقل من إعادة إعمار كل آثار العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، ونحسب أن وعدنا ووعيدنا لم يكن يوماً كلمات جوفاء ولا تهديدات عبثية، وإن غداً لناظره قريب ".
فيما أشار أبو عبيدة أنه بعد 27 عاماً من انطلاقة حركة حماس، كانت إعادة بعثٍ لروح الجهاد في الأمة، ومنعطفًا هامًا في تاريخ هذه المنطقة من العالم، مضيفا: "فحماس وكتائبها عرفت جيداً منذ لحظة انطلاقتها كيف يُكتب التاريخ، فأعدّت لكتابته الدماء والبنادق، وبذلت من خيرة قادتها وجندها، ولا تزال تفعل، وأخذت تعدّ القوة بكل أشكالها، بعزيمة لا تعرف اليأس وإرادة لا ترى مكاناً للمستحيل، حتى استطاعت الحركة بكتائبها أن توقف أطماع المشروع الصهيوني، وتجبره على الانكسار والانحسار، حتى جعلته اليوم يقف على حافة الانهيار والزوال بفضل الله وقوته".
وتابع قائلاً:" استدعاء تاريخ حماس وكتائبها المجاهدة، يضعنا أمام لوحة مشرّفة من الاعداد وتصنيع السلاح والنحت في الصخر لمقاومة المحتل وإيلامه".
ولفت أبو عبيدة إلى أن لوحة حماس المقاومة أثمرت اليوم - بعد هذه السنوات الطويلة- جيش القسام الذي ترون ويرى العالم، بوحداته المجاهدة التي تشارك اليوم في هذا العرض المهيب، "وحدة المدفعية، والبحرية، والنخبة، والأنفاق، والقنص، والدروع، والمشاة، والدفاع الجوي"، مؤكدا أنها ليست أسماءً ومسميات، إنما وحدات مجاهدة ركّعت الاحتلال على أعتاب غزة، وكسرت كبرياءه المفتعل، ومرغت أنفه في البر والبحر والجو، بفضل الله تعالى ومنته.
وأكد أبو عبيدة أن كتائب القسام بدأت مشوار الإعداد والتزود بالسلاح منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، ولم يمنعها جبروت المحتل، ولا إرادات تصفية القضية من أن تكمل مشوارها.
وأوضح أبو عبيدة ان تطور أداء المقاومة بدا جلياً في السنوات الأخيرة، كامتداد لهذا المشوار العظيم في الإعداد والتسلّح والتطوير، فمن معركة الفرقان إلى السجيل إلى معركة العصف المأكول، كان التطور النوعي حاضراً وواضحاً للعدو والصديق، فكلّ معركة تشهد تطوراً عن سابقتها، وفي كل مرحلة يُخرج القسام من جعبته المزيد بفضل الله ومنته.
وفي السياق ذاته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية، أن حركته بصحبة فصائل المقاومة ستسعى لتفعيل المقاومة في كل الأراضي المحتلة وفي مقدمتها الضفة والقدس، لتشارك غزة همّ التحرير.
وقال الحية في كلمة حماس المركزية خلال حفل انطلاقة الحركة في غزة، إن من يظن أن إسرائيل وجدت لأجل أن تبقى فهو واهم، وهي إلى زوال.
وشدد أن حركته نجحت في مواصلة المقاومة رغم المؤامرات والتحديات التي تعرضت لها على مدى سنوات مسيرتها، والتي حاولت تصفية القضية الفلسطينية.
واستعرض الحية مراحل حركته خلال سنوات مسيرتها، مشيرًا إلى أنها نجحت في اختراق منظومة العدو برًا وبحرًا وجوًا، بحسب تعبيره.
وبيّن الحية أن حركته ستبقى متمسكة في حقها بحماية شعبها من كل المخاطر المحدقة فيه، وفي مقدمته حق عودة اللاجئين والقدس وكسر الحصار عن غزة.
وأضاف الحية "القدس هي التي ستحسم القضية لصالح أبناء شعبها"، لافتًا إلى دور حركته في الحفاظ على هوية القضية من الضياع التي تعرضت له دوليًا واقليميًا ومحليًا.
وتابع الحية " إن ما عرضته المقاومة من فيديوهات وكشفته من خيبة العدو، هي جزء من القوة التي تعدها المقاومة للعدو فقط".
وأوضح أن حركته وصلت إلى هذه القوة نتيجة مسيرة طويلة من الاعداد والمواصلة.
وأكدّ أنه لا حل لقضيتي القدس والعودة الا بزوال الاحتلال وانهاءه عن الأرض الفلسطينية، داعيًا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية إلى ضرورة التوقف عن سياسية التنسيق الأمني
وعرّج الحية في كلمته إلى قضية الاعمار في قطاع غزة، محذرًا من محاولة التباطؤ في هذه العملية، مثنيًا على صمود الشعب الفلسطيني.
وأكّد أنهم سيلزمون الاحتلال بالاتفاقات الماضية والقادمة، وقال: "استطاعت حماس أن تواجه أربعة حروب متتالية كان يراد منها استسلام الشعب لكنه انتصر وهذا قدره".
وطالب الحية، السلطة بضرورة المضي قدمًا في فضح جرائم الاحتلال وتقديمه الى محكمة الجنايات الدولية.
ورأى أن حركته قدمت نموذجًا إبداعيًا في الحكم، لا سيما في ضوء حرصها تعزيز الحكم دونما الاعتداء على حقوق الآخرين.
وجدّد الحية تأكيدهم على ثوابت الحركة بالقول "سنبقى متمترسين لحماية شعبنا وقضيتنا وثوابتها"، مؤكّدًا أن الدفاع عن قضية القدس التي يحاول الاحتلال ان يحسم القضية في وقت قصير،
ووجه الحية رسالة للدول العربية والإسلامية أن ما يراه من قوة وصراع ادمغة فُضح فيها ما يريد اخفاؤه الاحتلال، هي موجهة للاحتلال الإسرائيلي فقط
وتابع: "سنمضي في فضح جرائم الاحتلال وندعو عباس للمضي في محاكمة الاحتلال وقادته في المحاكم الدولية".