على هامش مؤتمر حول البدانة، أوضحت اختصاصية التغذية باربرا مور مديرة "شييب أب أميريكا" (إعادة اللياقة البدنية إلى أميركا) أنه "قبل 50 عاما، كنا نشرب قارورة كولا واحدة مرة كل ثلاثة أشهر.. أما في أيامنا هذه فبوتيرة يومية وبكميات كبيرة". وتشرح مور الزيادة الملحوظة في نسبة البدانة في الولاياتالمتحدة خلال 30 عاما قائلة أن "الأسباب عديدة. على سبيل المثال، في كل مكان وخصوصا في الولاياتالمتحدة، يبتكر قطاع صناعة الأغذية منتجات تجمع ما بين الدهون والسكر والملح حتى تأتي نكهتها أفضل". تضيف "قبل 30 عاما أطلق مصنع رقائق البطاطا المقرمشة +فريتوس+ شعاره القائل +نراهن على أنكم لن تكتفوا بواحد+". وتشير إلى أنه "على رفوف حبوب الفطور في المتجر، نجد ما هو بنكهة الشوكولا والبسكويت وبنكهات أخرى. هذه حلويات وسكاكر تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون، وقد صنعت لاجتذاب الأطفال الذين يطالبون بالمزيد". وتوضح مور أن "صناعة المشروبات الغازية تطورت منذ ما بين 20 و30 عاما.. وكذلك تفاقمت البدانة" في الفترة الزمنية نفسها. وتشرح "+بيبسي-كولا+ و+كوكا-كولا+ تشهدان نجاحا ضخما. شخصيا تخطيت الستين من عمري وعندما كنت لا أزال طفلة كنت أتناول قارورة كوكا واحدة مرة كل ثلاثة أشهر. وكانت تحتوي حينها 10 ملليمترات. أما اليوم، فالبالغون والأطفال يتناولونها يوميا، أما سعتها فلم تعد 10 ملليلترات بل 40 و60 ملليلترا وأحيانا ليترا واحدا في المطاعم. وتحتوي هذه الكميات الضخمة على سعرات حرارية زائدة من دون أي منافع غذائية". وعند سؤال بربارا مور عما إذا كان سلوك الأميركيين مسؤولا عن ارتفاع معدلات البدانة، تجيب أن "الأغذية في أميركا متوفرة وهي في متناول الجميع، بفضل الدعم المالي الذي يمنح للزراعة خصوصا قطاعا الذرة والسكر". وتشرح أنه "حتى العائلات الفقيرة تصطحب أولادها لتناول الوجبات السريعة مرات عدة في الأسبوع الواحد". وتلفت إلى أن نصف الأموال المخصصة للمأكولات في الولاياتالمتحدة، "تصرف لشراء وجبة محضرة خارج المنزل". وتوضح "قبل عقود عدة، كنا نقصد المطاعم مرة واحدة ربما، كل ثلاثة أو أربعة أشهر. اليوم، هناك أطفال يتناولون يوميا طعامهم خارج المنزل. وعندما لا يقصد الأميركيون المطاعم لتناول الطعام، يطلبون وجبات +ديليفري+". وتخلص إلى أنهم "لا يتعلمون كيفية تحضير الطعام ولا يملكون الوقت لذلك ولا يرغبون بذلك، إذ انه من السهل عدم التعلم. وبالتالي لن يضطروا إلى غسل الصحون والأواني". وتشير الاختصاصية في التغذية إلى أن "المشكلة تكمن في أن الذين يعانون من البدانة يتجهون إلى إنجاب أطفال سمينين، الأمر الذي يجعل الوضع يستمر. ويتوجب على الأمة كلها أن تعمد إلى تغيير سلوكها في ما يتعلق بالغذاء وتفضيل النوعية على الكمية".