بدأت صباح اليوم، فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الدولى الذي يعقده الأزهر الشريف لمكافحة الإرهاب بحضور 120 وفد من كافة البلدان الإسلامية وغيرها، بأحد فنادق القاهرة الكبرى، ومن المقرر أن يلقى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، البيان الختامي للمؤتمر أمام العالم عقب انتهاء الجلسة الثانية. وخلال المؤتمر أعلن الشيخ محمد بن مطر الكعبة، الأمين العام لوزارة الأوقاف الإماراتية، عن تقدير دولته لمصر حكومة وشعبا، مشددا على أنه بلاده تقف صفا واحدا مع القاهرة، في مواجهة الإرهاب، مشيداً بدور الأزهر في الحفاظ على الوسطية والاعتدال، ومواجهة الإرهاب.
وأوضح، أن العالم العربي والإسلامي شهدا في الفترة الأخيرة، أحداثا لم يشهداها من قبل، كان أهمها خروج الناس على حكامهم، ما أدى إلى تفرقة البلاد إلى شيع وجماعات ووجود طوائف كثيرة تعيث في الأرض فسادا، وتتخذ من الدين مطية لأفعالها وهو منها براء.
واستعرض بن مطر خلال كلمته، خطة الإمارات العربية المتحدة لضبط الخطاب الدينى، والقضاء على أي بوادر للتطرف أو الإرهاب، موضحا أن الإمارات اتبعت منهجا جديدا يبعدها عن المذهبية، وهى اختيار الأئمة والخطباء بعناية وتوفير رواتب ومساكن جيدة لهم، للوصول إلى خطاب دينى جيد.
وأشار إلى أنه تم توحيد دروس المساجد، التي تلقى بمعدل خمس مرات أسبوعيا، وتم تنظيم خطة الوعظ الموحد على مستوى الدولة وكلها تركز على غرس ثقافة الوسطية في المجتمع، وأيضا قيام الدولة بالإشراف على إذاعة القرآن الكريم.
وأوضح بن مطر، أنه تم ضبط الفتوى من خلال المركز الذي تم إنشاؤه كأول مركز في العالم العربى وضبط المطبوعات والإًدارات الدينية أيضا، والتأكد من أنها لا تحتوى على التطرف والتشدد وكذلك الكتب المدرسية.
ولفت إلى أنه، تم توحيد خطبة الجمعة لتتناسب مع الاحتفالات الاجتماعية والدينية من خلال لجنة مختصة تركز على الوعي الديني والأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة والتعايش والتأكيد على الانتماء للوطن، وعدم السماح باستغلال الخطبة للترويج للأمور السياسية، أو أي موضوعات تحض على الكراهية، ويتم نشرها على الموقع الإلكتروني.
وأوضح أنه يتم العمل في المدارس والجامعات على تعزيز منهج الاعتدال والوسطية، والتحذير من الجماعات التي اختطفت الدين، وفي نفس السياق، كشف الأب جورج صليبة، مطران جبل لبنان وطرابلس، سكرتير المجمع المقدس، أن الإرهاب كيان مصنع قائلاً :"ليس هناك في الكون أمة ملقبة بالإرهاب، وأضاف :"إننا نرى أصابع خفية تعد من قبل أناس بدون ضمير فقدوا إنسانيتهم، وتعدوا على دينهم، وعبثوا بالأمة العربية".
وأوضح ، أن الإرهاب يفترى على الإسلام، وهو برئ منها، منوها إلى أن من يقومون بالعمليات الإرهابية، هي فئة باعت ضميرها واستسلمت للشيطان، وليست في الإنسانية من شيء، منوها إلى أنهم يسيئون للإسلام.
ولفت، إلى أن الأديان السماوية تمنع القتل والتعدي، وكل ما له علاقة بالإرهاب أو التطرف، لافتا إلى أن الدساتير البشرية للدول أكدت أيضا على ذلك.
وأوضح، أن الجماعات التي تقوم بعمليات إرهابية، لا تعلم ما تفعل، وإنما تحركها أيادي أخرى، والاثنان لا يرون، وسيسقطان في حفرة عميقة، ولن يستطيعوا الخروج منها.
وقال:" إن الأزهر وشيخه، وضعونا أمام مواجهة التعدي على الأفراد والجماعات، والتفكر والتكفيري"، مشددا على أن مواجهة الإرهاب يجب أن تقاوم بأى طريقة، موضحا أن هناك الكثير من العرب يتصرفون ضد البراءة والإنسانية، على الرغم منها هي من صفاتهم.
واختتم صليبة كلامه، بأن المؤتمر الدولى الذي يعقده الأزهر حاليا لمواجهة الإرهاب يعد محطة بارزة في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، في هذه الفترة.
فيما قال الدكتور السيد على فضل الله، من علماء الشيعة اللبنانيين، إن الإرهاب ألحق بالدول العربية والإسلامية ضررا كبيرا باسم الدين، مؤكدا أن الإسلام جاء للقضاء على ما يفعله الإرهابيون.
وأضاف فضل الله، أن الحملة التي أطلقها الغرب لمواجهة الإرهاب عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر فشلت، لأن الدول الغربية لم تسعَ لتقديم تعريف واضح للإرهاب، بالرغم من انتشاره، منوها إلى أنها لم تقم بتعريفه لتقوم بوضع من يعارض سياستها على قوائم الإرهاب.
وأضاف أنه بسبب عدم وضع تعريف محدد للإرهاب، تمت توسعة دائرة المتهمين وخلط الأوراق في بعض الدول العربية، وصارت أعمال المقاومة والخير والبر إرهابا.
وأوضح العالم الشيعى، أن أمريكا غزت العراق وأفغانستان ودولا أخرى، باسم محاربة الإرهاب، بالرغم من أن تلك الدول كانت تنعم بالأمن والأمان، مشيرا إلى أن عدم وجود تعريف محدد للإرهاب في الدول العربية، أوقعها في مشاكل كثيرة، لدرجة أن الاختلاف في السياسة والدين أصبح إرهابا.
ولفت إلى أنه لن يستقيم حال الأمة العربية إلا إذا انتفضت ضد أي ظلم تتعرض له الشعوب، مؤكدا أن الازدواجية التي تحكم واقعنا هي التي أوصلتنا إلى ما نعانى منه من إرهاب، مطالبا الأمة العربية بالاتفاق والالتزام بوضع تعريف محدد للإرهاب، حتى لا يقوم الحكام باستباحة شعوبهم في حالة الاختلاف معهم، مشيرا إلى أن المعاجلة الأمنية للإرهاب بالرغم من ضرورتها، إلا أنها طاغية، منوها إلى أنه يجب أن تكون ضمن إستراتيجية لا تؤثر على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع.