وكالات حفلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وبعض الصحف الأردنية في الساعات الأخيرة بحملات ساخرة ناقدة قاسية وهجومية ضد أحد النواب الذي هاجم "الكوتا النسائية" ومهاجمة نائب آخر للقوميين واليساريين جلسة مجلس النواب الثلاثاء.
نصر المجالي: يواصل مجلس النواب الأردني مداخلاته، الأربعاء، حول العديد من القضايا المحلية المهمة بعد يوم من رفع جلسة الثلاثاء التي سادتها الفوضى وقرار النواب السيدات مغادرتها بعد مداخلة للنائب يحيى السعود الذي هاجم الكوتا النسائية بقوله: "الله ينتقم من الذي أقر الكوتا في البرلمان".
وكان النائب السعود يعتزم الحديث حول مداخلة أخرى للنائب عبد المجيد الأقطش هاجم فيها "القوميين العرب"، وأثارت ردات فعل غاضبة من جانب بعض النواب المحسوبين على التيار القومي.
كلام معيب
وردت النائبة هند حاكم الفايز على كلام النائب السعود واصفة إياه ب "المعيب"، وقالت إن "الكوتا أفضل من البسطات"، في إشارة للبسطات التجارية في بعض أحياء العاصمة عمّان، التي يقال إن النائب السعودي يمتلكها. وادت هذه المداخلات الصدامية من جانب السعود بالسيدات النائبات إلى مغادرة الجلسة وسط صخب اضطر رئيس الجلسة بالانابة احمد الصفدي إلى رفعها الى اليوم الأربعاء.
ومما قاله النائب السعود، حسب ما تناقلته مواقع الكترونية، موجهًا كلامه للسيدات النائبات: ل "روحن تمكيجن لجيزانكن ولقطن ملوخية احسنلكن من هالسولافه". ورفض السعود أيضاً طلب رئيس الجلسة النائب احمد الصفدي الاعتذار، ليكمل قائلاً: "صلاة المرأة في مخدعها أفضل هكذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام".
يذكر أن قانون الانتخابات البرلمانية رفع عديد "الكوتا النسائية" في مجلس النواب الى 12 بعد أن كان ست نساء في الدورات الانتخابية السابقة.
القوميون متآمرون
وكان النائب عبدالمجيد الاقطش قدم مداخلة احتج فيها على دور القوميين العرب واليساريين، والذين وصفهم بالمتآمرين على الوطن.
كما انتقد الاقطش، المحسوب على التيارات الاسلامية، خلال جلسة مجلس النواب مساء الاحد القائمة التي وضعتها دولة الامارات للارهاب وضمت جماعة الاخوان المسلمين، متسائلاً إن كانت الإمارات اصبحت مندوبة عن الاممالمتحدة .
وقال"هل يستبعد الإسلاميون لصالح القوميين؟"، وعلى الفور رد النائب عبد الكريم الدغمي المحسوب على التيار القومي ورئيس مجلس النواب لعدة مرات ووزير سابق، قائلاً: "اخرس يا أقطش والقوميين أشرف منك". واعتبر الدغمي أن القوميين استشهدوا على أرض فلسطين الطاهر، وليس غيرهم"، ورد الاقطش بالتساؤل عمن تآمر على الاردن في سبعينيات القرن الماضي".
كما ردت النائبة هند الفايز لترد على الأقطش بالقول إن "القوميين على راسك، ولا يحق لأمثالك الحديث عن القوميين الذين عانوا الأمرين في السجون في حين لم تفعل جماعات الإسلام السياسي شيئاً". كما لوحظ أن كلام الفايز أغضب النائب زكريا الشيخ الذي رفض الهجوم على الإسلام السياسي.
كما تساءل النائب الاقطش عن سبب منعه من الخطابة في المساجد، اضافة إلى منع كل من حمزة منصور واحمد الشحروري، وطالب الحكومة ببيان أسباب الإعتقالات التي قامت الاجهزة الأمنية في الأوان الأخير وطالت عددًا من الاسلاميين من بينهم نائب المراقب العام لجماعة الإخوان، زكي بني ارشيد الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية لتطاوله على دولة الإمارات العربية المتحدة.
أجندات الحركة الإسلامية
ومن جانبها، اثارت النائبة خلود الخطاطبة، موضوع الحركة الاسلامية وعلاقتها مع الدولة، وقالت: "بدأت الحظ أن الحركة الاسلامية في الاردن اصبحت لديها اجندات غير اردنية وغير وطنية بل احتلت الاجندات الخارجية الاولوية لديها بعد أن كانت جزءًا متينًا من النسيج الوطني الاردني".
واضافت الخطاطبة أن تصريحات نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين بخصوص الامارات العربية تصريحات تمثله وتمثل حزبه ولا تمثل الوطن وأن القانون وحده هو الذي يجب ان يحكم التعامل مع هذه القضية.
وقالت: "لست ممن يحرض على الحركة الاسلامية ولست مع تقييد الحريات، لكنّ هناك فرقاً بين الرأي الشخصي والرأي الذي يمثله زكي بني ارشيد لموقعه كنائب للمراقب العام فكلامه يجب أن لا يمر هكذا".
رفض يهودية إسرائيل
وإلى ذلك، كان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور أكد خلال جلسة مجلس النواب، الثلاثاء، أن الاردن والامة العربية قاطبة، ترفض توجه اسرائيل نحو اقرار مشروع يهودية الدولة الاسرائيلية وتنظر الى هذا التوجه الاسرائيلي بأنه يمثل اعلى درجات الخطورة وأن المجتمع الانساني ينظر الى هذا الامر ايضًا خارج الكون.
وقال النسور في رده على مداخلة للنائب محمد الحجوج حول موقف الاردن من مشروع يهودية الدولة الاسرائيلية "إن سعادة النائب يعرف الموقف الاردني بخصوص القدس والدولة الفلسطينية، واما بخصوص مشروع يهودية الدولة الاسرائيلية اذا قدمت على مثل هذه الخطوة ستلحق بها الخسائر، فما يجري في اوروبا ليس في صالح اسرائيل".
واضاف النسور اننا ونحن الآن تحت القبة، فإن البرلمان الفرنسي مجتمع ويبحث توجه اسرائيل هذا. وقال إن قرار الجامعة العربية الاخير، والذي صدر باجماع الدول العربية، اكد رفضه المطلق لمشروع الدولة الاسرائيلية.
وحول ما اشار النائب محمد القطاطشة بخصوص تسعير المشتقات النفطية، قال رئيس الوزراء: إن آلية احتساب التسعيرة سبق وان اعلناها اكثر من مرة، وان الجواب الحاسم على سعادة النائب القطاطشة، انه لا توجد لدى الحكومة تسعيرة مخفية عن مجلس النواب أو غير مجلس النواب فلماذا تخفى التسعيرة ولمصلحة من ولماذا؟.
مهام الأجهزة الأمنية
من جانب آخر، اكد وزير الداخلية الأردني حسين المجالي أن اجهزة الامن لا تعمل لدى اي جهة كانت فهي ملك للمملكة الاردنية الهاشمية وتعمل من اجله. وكان الوزير يرد على مداخله للنائب تمام الرياطي حول قيام قوات الدرك بمنع عمال ميناء الحاويات في العقبة من الوصول الى عملهم، وفق ما اشار اليه النائب الرياطي.
وقال وزير الداخلية، إن الحكومة لا علاقة لها بالنزاع بين عمال ميناء الحاويات والشركة القائمة عليه، والذي اصدرت المحكمة قرارًا نهائيًا حول هذا النزاع.
واضاف انه وبخصوص منع دخول العمال الى ميناء الحاويات، إن هؤلاء العمال ارادوا الدخول خارج اوقات العمل بهدف العبث بأجهزة الميناء وقد طلب منهم قوات الدرك المغادرة الا ان بعضهم رفض وقد دخل 32 عاملاً عنوة، وهذا مسجل بالكاميرات ومثبت.
واوضح انه تم التعامل مع هؤلاء وتم توقيفهم، وسيتم تحويلهم بعد التحقيق معهم الى المدعي العام في العقبة.
تثمين جهود الملك
والقى النائب محمود مهيدات كلمة باسم لجنة الشؤون الخارجية ثمن فيها خطوات الملك عبدالله الثاني المتواصلة لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.
واكد مهيدات أن اللجنة تدعم كافة الجهود التي يبذلها الملك ايضًا من اجل حماية الاردن في ظل الفوضى التي تشهدها المنطقة.
وصوّت مجلس النواب بالموافقة على اعتبار الكلمة بمثابة بيان صادر من المجلس يدعم كافة الجهود التي يبذلها جلالته لحماية الاردن ودعم حقوق الشعب الفلسطيني من اجل الحرب على الارهاب وعودة الامن والاستقرار في المنطقة.