■ لا يقلل من شأن شوقى غريب أن يتقدم وجهازه الفنى بالكامل باستقالته بعد الفشل فى التأهل لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية. لم يعد ينفع إطلاقاً بعد أن يخفق مسئول- أى مسئول- أن يبقى فى مكانه. بل عليه أن يرحل ليترك المجال لغيره، لم يأخذ الفرصة بعد.
وما ينطبق على شوقى، يجرى تطبيقه على الكل، ليس فى مجال الرياضة وكرة القدم فقط، وإنما كل المجالات.
وللمرة المليون أقولها.. لابد من نسف الحمام القديم لكرة القدم تحديداً، بما فيه عمليات التربيط فى الاختيارات، وأساليب الترميم الفاشلة التى لا تؤتى ثمارها، وإنما تزيد المشاكل أزمات.
لا أرى عيباً.. أن تبدأ عمليات الإصلاح لما أفسده آخرون، بشرط واحد، هو أن تكون «البداية صح» وعلى «ميه بيضا».. دون عودة مرة أخرى لسياسات «الأونطة» التى جارت على الأخضر واليابس، وما فشل كل المنتخبات إلا دليل على النكبة!
وكم أدهشنى.. أن يكون اسم حسام البدرى فى مقدمة المرشحين لقيادة المنتخب الأول، على اعتبار أن المنتخب الأوليمبى الذى يقوده البدرى هو الوحيد الذى مازال فى الساحة.. لم يخرج من ساحة المنافسة على مقعد فى أوليمبياد البرازيل.
يجب أن يتغير الفكر تماماً، لأنه لا يعقل أن تغيب الكرة المصرية عن نهائيات كأس العالم منذ عام 1990، وهى المعيار الحقيقى عند تقييم المستوى.. ودونها كله فى «الهجايص».
لا معنى لبطولات الأندية الإفريقية، ولا قيمة عظمى للمنافسات القارية، إذا لم يكن هناك تواجد فاعل فى المونديال الكبير.. لذلك ينبغى إعادة النظر فى الاستراتيجيات، وإلا كل شىء مات.
هذه.. هى الحقيقة للأسف.. وبكل أسف.
■ إذا كانت «الخيبة قوية»، بسبب شغل «المهلبية» فى المنظومة الكروية فلا يجب مطلقا نسيان عظمة الجماهير الكروية.
هذا المظهر الحضارى العظيم فى استاد القاهرة خلال مباراة السنغال كان له أكثر من مدلول، منها أصالة المتفرجين الذين هم فى الأصل مواطنون.. ومنها الوفاء والانتماء لعلم مصر الذى عاد يرفرف من جديد فى المدرجات.. ومنها أشياء عديدة جميلة.. أبرزها وأهمها أن البلد دائماً فى أمان، طالما أنه لا يتواجد الأولتراس فى أى مكان.
الجمهور الحقيقى عاد.
■ ويبقى السؤال دائماً.. لماذا القلق من مباريات الأندية.. ولماذا الاطمئنان إلى حد كبير فى لقاءات المنتخب.