أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن حُبَّ الوطن أمر فطري جُبِل عليه الإنسان والحفاظ عليه أمر أوجبه الشرع وأمر بتحقق صدق الانتماء إلى الدين أولًا ثُم الوطن ثانيًا، مشيرا إلى أنه تم وضع خطة لمواجهة التطرف والإرهاب من جانبٍ، والتسيب والانحلال من جانب آخر. وأشار خلال اجتماعه بمديري الوعظ على مستوى الجمهورية، إلى توعية الشعب بحقائق وثوابته للحذر من تلك الخدعة التي لن تنطلي على الشعب المصري الواعي.
ووجّه الإمام الأكبر رؤساء مناطق الوعظ بضرورة التصدي لمثل هذه الخدع من خلال التواصل الدائم مع طلاب المدارس والمساجد والنوادي الاجتماعية والتجمعات الشبابية وتوعيتهم بالحفاظ على وحدة الوطن واستقرار أمنه، وعدم الالتفات لتلك الدعوات التخريبية التي تستهدف إيقاف مسيرة التنمية التي بدأت تؤتي ثمارها في وطننا العزيز.
وشدد لطيب، على أهمية دور وعاظ الأزهر في بث روح الوطنية وغرس مفاهيم حب الوطن في نفوس الشباب وكافة فئات الشعب.
وأضاف أن مصر تمر بمنعطف تاريخي خطير تواجه فيه قوى التطرف والإرهاب التي تكيد لمصر ولا تريد لها استقرارًا، ثم يخرج علينا بعض من لا يريدون لمصر أمنًا ولا أمانًا ليفكروا في حيلة رفع المصاحف ليخدعوا بها الناس، وهم في صنيعهم هذا يذكروننا بالخوارج أيام أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه لما رفعوا المصاحف على أسنة الرماح، وقالوا لا حكم إلا لله: ثم كفّروه، وكانت فتنة عظيمة لا زال المسلمون يعانون من ويلاتها إلى يومنا هذا.
وأوضح أن تلك الدعوات التي تنادي برفع المصاحف هدفها إحداث فتنة عظيمة تعصف بالبلاد والعباد من قتل وتدمير وتخريب وزعزعة لأمن الفرد والمجتمع، وشريعتنا الغراء تدعو إلى تقديس المصحف وتعظيمه وصيانته عن كل ما لا يليق به، ولكن هؤلاء المتطرفين لم يتورعوا عن التفكير في تلك الحيلة الخبيثة - مثل سابقيهم من الخوارج - باستخدام كتاب الله لإحداث الهرج والمرج سعيا لتحقيق مصالح شخصية وأطماع خارجية.
وشدد على أن إقحام الدين في السياسة لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير ويكفي الإسلام ما أصابه من تشويه صورته على يد من يرفعون راية الإسلام ويتسترون به مرتكبين أعمالهم الإجرامية والإرهابية باسمه وهو منهم براء.
حضر اللقاء الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والدكتور محيي الدين عفيفي أحمد، أمين مجمع البحوث الإسلامية.