صرح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن إقحام الدين في السياسة لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير ويكفي الإسلام ما أصابه من تشويه صورته علي يد من يرفعون راية الإسلام ويتسترون به مرتكبين أعمالهم الإجرامية والإرهابية باسمه وهو منهم براء. وأضاف الطيب خلال لقائه اليوم بمديري الوعظ علي مستوي الجمهورية ان حب الوطن أمر فطري والحفاظ عليه أمر أوجبه الشرع حيث أمر بتحقق صدق الانتماء إلي الدين أولا ثُم الوطن ثانيًا. وأشار إلي أن مصر تمر بمنعطف تاريخي خطير تواجه فيه قوي التطرف والإرهاب التي تكيد لمصر ولا تريد لها استقرارًا، ثم يخرج علينا بعض من لا يريدون لمصر أمنًا ولا أمانًا ليفكروا في حيلة رفع المصاحف ليخدعوا بها الناس، وهم في صنيعهم هذا يذكروننا بالخوارج أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما رفعوا المصاحف علي أسنة الرماح، وقالوا لا حكم إلا لله: ثم كفّروه، وكانت فتنة عظيمة لا زال المسلمون يعانون من ويلاتها إلي يومنا هذا. وأوضح الطيب أن تلك الدعوات التي تنادي برفع المصاحف هدفها إحداث فتنة عظيمة تعصف بالبلاد والعباد من قتل وتدمير وتخريب وزعزعة لأمن الفرد والمجتمع، وشريعتنا الغراء تدعو إلي تقديس المصحف وتعظيمه وصيانته عن كل ما لا يليق به، ولكن هؤلاء المتطرفين لم يتورعوا عن التفكير في تلك الحيلة الخبيثة – مثل سابقيهم من الخوارج – باستخدام كتاب الله لإحداث الهرج والمرج سعيا لتحقيق مصالح شخصية وأطماع خارجية. وتم في اجتماع اليوم وضع خطة لمواجهة التطرف والإرهاب من جانبٍ، والتسيب والانحلال من جانب آخر، بالإضافة إلي توعية الشعب بحقائق وثوابته للحذر من تلك الخدعة التي لن تنطلي علي الشعب المصري الواعي، حيث وجّه فضيلة الإمام الأكبر رؤساء مناطق الوعظ بضرورة التصدي لمثل هذه الخدع من خلال التواصل الدائم مع طلاب المدارس والمساجد والنوادي الاجتماعية والتجمعات الشبابية وتوعيتهم بالحفاظ علي وحدة الوطن واستقرار أمنه، وعدم الالتفات لتلك الدعوات التخريبية التي تستهدف إيقاف مسيرة التنمية التي بدأت تؤتي ثمارها في وطننا العزيز. وشدد الطيب علي أهمية دور وعاظ الأزهر في بث روح الوطنية وغرس مفاهيم حب الوطن في نفوس الشباب وكافة فئات الشعب.