أجمع خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية على أن إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية يشكل منعرجا خطيرا، في الحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب، متوقعين إقدام التنظيم المتشدد على عمليات إرهابية نوعية ضد أجهزة الدولة المصرية.
وأكد مختصون في شؤون الجماعات الإسلامية ل”العرب اللندنية” صحة التسجيل المنسوب لجماعة أنصار بيت المقدس المتطرفة، والتي أعلنت من خلاله مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية وزعيمها “أبو بكر البغدادي”.
وكانت الجماعة التي تتخذ من سيناء شرقي مصر مركزا لعملياتها ضد الدولة المصرية، قالت في تسجيل صوتي نشرته، الاثنين، على حسابها بموقع “تويتر” “طاعة لأمر الله ورسوله بعدم التفرق ولزوم الجماعة نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشي على السمع والطاعة”.
وشدد منير أديب الباحث في شؤون الحركات الإسلامية في تصريحات ل”العرب” أن البيان يعود فعلا لتنظيم بيت المقدس.
واعتبر أن البيان الصادر أخيرا عن الجماعة يكشف بأن الأخيرة حسمت موقفها بشأن الانضمام لداعش بعد صراعات بين قياداتها حول المسألة وهو ما يكشفه، إعلانها سابقا (3 نوفمبر الجاري) عن المبايعة لتعود وتنفي الأمر.
وأوضح منير أديب أن تنظيم بيت المقدس يحمل نفس أفكار داعش وينتهج نفس أساليبه على غرار قيامه ، مؤخرا، بقطع رؤوس بعض أهالي سيناء الرافضين لوجوده.
وحذر خبراء من أن قرار المبايعة قد يفتح ساحة جديدة للمواجهة في مصر، ويشرع الباب أمام عمليات نوعية ضد مؤسسات الدولة المصرية، وهو ما يتطلب يقظة أمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وفي هذا السياق ذكر كمال حبيب الخبير في شؤون الحركات الجهادية ل”العرب” أن مبايعة أنصار بيت المقدس للدولة الإسلامية يوسع ساحة الحرب في مصر، وربما يجعلها جزءا من الحرب التي يشنها داعش ضد دول التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب.
ورأى حبيب “أن على أجهزة الدولة المصرية أن تدرك أنها أصبحت على وشك حرب أوسع وعمليات إرهابية أخطر”، مشددا على ضرورة وجود يقظة أمنية وعمليات استباقية لحماية مصر من العمليات المرتقبة.
ونبه الباحث في شؤون الحركات الجهادية من أن الفترة القادمة تعتبر الأصعب على الدولة المصرية. وجماعة أنصار بيت المقدس هي تنظيم متطرف ظهر في أغسطس 2011، ليسطع نجمه عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث تبنى عدة عمليات إرهابية لعل أهمها محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري الحالي محمد إبراهيم، وتفجير مديرة أمن الدقهلية الذي أسفر عن سقوط 16 قتيلا.
وكانت محكمة الأمور المستعجلة قد قضت في 14 أبريل الماضي بإلزام الرئيس المصري السابق عدلي منصور بتصنيف التنظيم كمنظمة إرهابية، بعد أيام من إدراجه من قبل واشنطن ضمن الجماعات الإرهابية.
وشهدت مصر في الفترة الأخيرة انتشار العديد من التنظيمات الإرهابية تحت مسميات مختلفة، حيث أعلن تنظيم يطلق على نفسه “أسود الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن عملية رفح التي راح ضحيتها أكثر من 30 جنديا مصريا الشهر الماضي.
كما تبني تنظيم يطلق على نفسه “أجناد مصر” العديد من العمليات الإرهابية داخل القاهرة، فضلا عن ظهور ما يسمى بتنظيم “الذئاب المنفردة”، والذي نجحت الداخلية المصرية في القبض على مؤسسه.
الداعية السلفي محمد الأباصيري، أكد ل “العرب” أن هذه التنظيمات ما هي إلا مسميات واهية للتمويه والهروب من القبضة الأمنية، قائلا أن “الذئاب المفردة” مثلا، ليس تنظيما بل هو تكتيك إرهابي تلجأ إليه الجماعات المتشددة للهروب من المراقبة الأمنية، عن طريق تكليف عناصرها بتنفيذ عمليات بصورة منفردة، دون اتصال من أي من قيادات وعناصر التنظيم بما يجعل الشخص “الذئب” تنظيم قائم بذاته.
وأشار الأباصيري إلى أن تكتيك “الذئاب المنفردة” تم تنفيذه في عملية بوسطن بالولايات المتحدة، كما تم استهداف بريطاني والتمثيل بجثته بنفس الطريقة في لندن.
واعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن هذه التنظيمات المتطرفة متفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين، مشددا على أن “كل جماعات العنف في العالم ما هي إلا أذرع لهذا الأخطبوط الذي يقوده الإخوان”.
من جانبه أوضح زكريا حسين الخبير في الشؤون الأمنية، ل”العرب” أن كل هذه التنظيمات والحركات الإرهابية خرجت من عباءة جماعة الإخوان، ويتلقى كل منها التعليمات والتمويلات من التنظيم الدولي للجماعة.
ورأى الخبير العسكري أن التحديات والعداءات التي تواجه الدولة المصرية كثيرة، وتحيط بها من اتجاهات مختلفة، مشيرا إلى أن مبايعة تنظيم بيت المقدس لداعش لن تضيف شيئا لهذه التحديات الصعبة.