"انقلب السحر على الساحر".. كلمات تصف حالة التخبط والاضطرابات التي ضربت بوركينا فاسو خلال الأيام القليلة الماضية. رئيس يقرر التنحي بعد يومين من الاحتجاجات.. ومؤسسة عسكرية تمنح مهام قيادية لشخصيات دون الرجوع للرئيس "المعزول سياسيًا"، ومحتجون يملأون الشوارع والميادين لإسقاط الرئيس "المتنحي"، وسياسيون ينادون بالحرية والديمقراطية وعلى رأسهم زفرين ديابرى- زعيم المعارضة فى بوركينا، واقتصاد يتدهور، ومنشآت تحترق وأخرى تُنْهَب، هكذا هو الوضع في بوركينا فاسو.
اختلت عجلة القيادة في يد الرئيس البوركيني, انقسم الشعب إلى فرق فمنهم المؤيد والمعارض وغير المهتم, وانطلقت شرارة السيناريو القائم بتولي المؤسسة العسكرية لمقاليد الحكم بالخلاف حول البند ال 37 في القانون الأساسي الذي ينص على أنه يحق للرئيس الترشح لولايتين فقط كل خمس سنوات, وهو ما يمنع الرئيس بليز كومباوري من الترشح لجولة ثالثة.
انتفض الآلاف من المتظاهرين المعارضين لتعديل المادة الدستورية، حيث دعت المعارضة إلى عصيان مدني، واحتشدوا عند ميدان الأمة الرئيسي وأمام مقر الجيش، وأضرموا سلسلة من الحرائق إندلعت في مقر البرلمان بالعاصمة، وأجبروا الأعضاء على عدم استكمال عملية التصويت على مشروع قانون.
كما أشعلوا النيران في السيارات بالشوارع ومقرات الحزب الحاكم ومقر الجمعية الوطنية ومنازل مسؤولين بارزين، كما اقتحموا مقر التلفزيون العام مما أدي إلى قطع إرساله.
وشهدت المحافظات أعمال عنف، وانضم عشرات الجنود إلى صفوف المتظاهرين الذين طالبوا وزير الدفاع السابق الجنرال كوامى لوجى بتولى منصب الرئاسة فى بوركينا.
كل ذلك دفع قائد القوات المسلحة في بوركينا فاسو- أونورى تراورى، إلى إعلان حل الحكومة والبرلمان وفرض حظر التجوال في البلاد "من السابعة مساءً إلى السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي"، على أن تتولى السلطتين التنفيذية والتشريعية هيئة انتقالية ستُشكَّل بالتشاور مع كل القوى السياسية، وتكون مهمتها عودة النظام الدستوري في مهلة 12 شهرًا.
فيما خرج بليز كومباورى- الرئيس البوركيني على الشعب، قائلًا: "لقد سمعت الرسالة وفهمتها وأخذت الاجراء الملائم للتطلعات القوية إلى التغيير"، مؤكدًا استعداده لإطلاق محادثات من أجل مرحلة انتقالية يسلم في ختامها السلطة إلى الرئيس المنتخب ديمقراطيًا، وإعلان إلغاء حالة الطوارئ في البلاد.
وطالب زفرين ديابرى- زعيم المعارضة فى بوركينا، بضرورة استقالة الرئيس بليز كومباورى الذى يسيطر على مقاليد السلطة فى البلاد منذ 27 عامًا.
احتشد آلاف المحتجين في شوارع العاصمة مطالبين باستقالة الرئيس البوركيني.
وأعلن رئيس بوركينا فاسو- بليز كومباورى، يوم الجمعة المنصرم تخليه عن إدارة البلاد بإعلان تنحيه فى بيان رسمى بعد احتجاجات عارمة فى البلاد طالبته بالتنحى.
يذكر أن بليز كومباورى، الرئيس كومباروي، وصل إلى السلطة قبل 27 عامًا، يفترض أن ينهي العام المقبل ولايته الاخيرة بعد ولايتين من سبع سنوات (1992-2005) وولايتين من خمس سنوات (2005-2015) وقد وصل كمباوري إلى السلطة بانقلاب عسكري عام 1987، وفاز بعدها بأربع انتخابات مشكوك في نزاهتها.