العربية.نت- اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، جريجوري كاراسين، في أول رد فعل رسمي على النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوكراني، أن حصول أنصار الحل السلمي للنزاع الأوكراني على الغالبية في البرلمان، يرفع حظوظ العودة إلى تطبيق اتفاقيات مينسك، وفي نفس الوقت فإن تزايد أعداد القوميين في البرلمان، يرفع من خطر استئناف المعارك شرق البلاد. وأضاف كاراسين أن ما يجري في أوكرانيا يمر عبر صراع سياسي داخلي داخل المجتمع، معتبراً أن القوى القومية والشوفينية حصلت على دعم كبير وستمثل في البرلمان الأوكراني، مما يخلق مخاطر إضافية في حال استلمت من جديد المنابر ودعت إلى استخدام القوة وسفك الدماء والعنف لحل جميع المشاكل. كذلك دعا المسؤول الروسي البرلمان الأوكراني الجديد لإطلاق حوار مجتمعي مع كافة القوى السياسية وممثلي الأقاليم لتسوية الأزمة المتفجرة في أوكرانيا. وكانت لجنة الانتخابات الأوكرانية المركزية قد أعلنت، بعد فرز أكثر من 40% من أصوات الناخبين، عن احتلال حزب رئيس الوزراء الأوكراني، أرسين ياتسينيوك، "الجبهة الشعبية" المركز الأول بحصوله على 21.6% من أصوات الناخبين، فيما حصل حزب الرئيس بلوك بوروشينكو على 21.51% من الأصوات. كما كشفت تقديرات مراكز استطلاع أوكرانية عن تمكن 4 أحزاب من حاجز ال5%، وإمكانية دخولها إلى البرلمان وهي: الحزب الراديكالي بزعامة أوليغ لياشكو، الكتلة المعارضة، سامابومش تحت قيادة عمدة مدينة لفوف أندريه سادوفي، وباتكيفشينا وزعيمته رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات البرلمانية العاجلة، التي جرت أمس الأحد في أوكرانيا، وشارك في عمليات الاقتراع نحو52.4% من الناخبين، قد أسفرت عن انتخاب 423 نائباً لمدة 5 سنوات، فقد انتخب 198 نائباً في دوائر انتخابية فردية بموجب نظام الأغلبية المطلقة، و225 نائباً وفقاً لنظام القوائم الحزبية مع وجود عتبة اجتياز يجب الحول عليها لدخول البرلمان وقدرها 5%. وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت عدم توفر الإمكانية على إجراء الانتخابات في نصف الدوائر الانتخابية في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك، بسبب النزاع المسلح الدائر بين القوات الحكومية ومجموعات الانفصاليين المواليين لروسيا في دونباس. ورأى رئيس لجنة رابطة الدول المستقلة في البرلمان الروسي، ليونيد سلوتسكي، أن انتخابات البرلمان الأوكراني افتقدت للشفافية والديمقراطية، في ظل غياب مشاركة أقاليم شرق وجنوب أوكرانيا. في السياق نفسه، رجح العديد من المحللين الروس أن يواجه هذا البرلمان الجديد أزمات سياسية عديدة بسبب التباين في مواقف القوى التي ستتواجد في تركيبته الجديدة، وما سيؤدي لصراعات سياسية لن تمكنها من العمل بشكل مشترك لتسوية الأزمة الأوكرانية. في المقابل، اعتبرت بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أن هذه الانتخابات جرت وفق معايير الشفافية والديمقراطية.