قال اللواء أركان حرب، مجدى شحاتة، الخبير العسكرى والملحق العسكرى لسفارة مصر بعمان سابقا معقبا على العمليات العسكرية التى يقوم بها التحالف الدولى فى العراقوسوريا ضد التنظيم الإرهابى داعش أن التناقضات وازدواجية المعايير تعنون المشهد كما أن داعش " المرصود أمريكيا " لا يستحق كل هذا الحشد الدولى وإنما هو الأداة الأمريكية الجديدة لازكاء الصراع فى المنطقة الذى يستدعى التدخل الأمريكى. وأضاف شحاتة فى تصريحات "للفجر": أن الولاياتالمتحدة تقدم كامل الدعم لكل من الاكراد وداعش كما كانت تقدم فى السابق كامل الدعم لكل من إيرانوالعراق خلال فترة الحرب بينهما وكانت إسرائيل تقوم بتحريض إيران ضد العراق وذلك لأن الهدف الصهيو أمريكى هو ازكاء الصراعات البينية، موضحا أن الولاياتالمتحدة لا تستهدف داعش كتنظيم ارهابى نمى فى اطار الرعاية الأمريكية وإنما تتخذه زريعة للوصول إلى أهدافها فى ازكاء الصراعات العرقية والمذهبية كما استخدمت تنظيم القاعدة من قبل فى تفكيك عدوها اللدود الاتحاد السوفيتى، مؤكدا أن تنظيم القاعدة تكاثر وتمخض عنه عشرات التنظيمات الإرهابية فى اطار الاحتلال الأمريكى لأفغانستان على الرغم من تزرعها بالقضاء على تنظيم القاعدة.
ووصف اللواء شحاتة الدور التركى بالملتبس ومزدوج المعايير حيث أن تركيا ترتبط بمصالح متناقضة مع كل من داعش والتحالف الدولى، مؤكدا أن داعش يحقق المصالح التركية فى انهاك الجيش السورى الوطنى ولكن على الجانب الآخر ازكاء الصراعات العرقية من شأنه أن يصب فى صالح الدولة الكردية المزمع اقامتها على الآراضى العراقية والسورية والتى تنظر إليها تركيا بعدم الارتياح نظرا لتطلعات اكراد تركيا باستكمال حلمهم فى بناء دولتهم على الآراضى التركية.
وحول الدور الخليجى، اكد اللواء شحاتة، أن السعودية ادركت متأخرا خطورة داعش الذى كانت تموله هو وباقى فصائل المعارضة السورية المسلحة فى البداية وذلك لأن ازكاء الصراعات العرقية والدينية من شأنه أن يعزز من فكرة الدولة الشيعية التى إن تمت فستكون تهديدا مباشرا على السلامة الاقليمية لدول الخليج، موضحا أن السعودية والامارات بات موقفهما اكثر تفهما لخطورة انهيار الجيش السورى الوطنى وتقسيم سوريا واكثر انسجاما مع محددات الموقف المصرى التى اعلنها الرئيس السيسى سابقا فى رفض المعايير الأمريكية الانتقائية فى التعامل مع ملف الإرهاب ورفض أى سلوك عسكرى خارج نطاق مجلس الأمن والقانون الدولى وتبنى الحل السياسى للأزمتين السورية والعراقية والحفاظ على سلامتهما الاقليمية.
كا اكد اللواء شحاتة أن التهديد المشترك لتنظيم داعش الإرهابى لعدد من الاطراف المتناقضة سواء السعودية أو إيران يمكن أن يكون بيئة دافعة لتبنى وجهات نظر مشتركة بين كل هذه الاطراف المتناقضة لقطع الطريق على الولاياتالمتحدة التى تقتات على الخلافات البينية.
واختتم اللواء شحاتة حديثه، قائلا: مصر اعلنت موقفها بوضوح وسمت تنظيم داعش يالإرهابى ولكن مصر ترفض السلوك الأمريكى الذى ينتقى داعش من بين كل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية واعتباره التنظيم الإرهابى الوحيد فى حين أن مصر تعانى معاناة شديدة من وطأة العمليات الإرهابية التى يقوم بها التنظيم الأم لكل هذه التظيمات ذات الأسماء المتعددة دون أن تتحرك الولاياتالمتحدة ذات الكعايير المزدوجة.