العربية.نت- باتت صورة المستوطنين يصلون في المسجد الأقصى ويقف المسلمون على أبوابه ممنوعين من الدخول مشهدا اعتياديا هذا الأسبوع. وفي الأيام الأخيرة لعيد العرش الإسرائيلي، والذي اقتحم المستوطنون طيلة أيامه السبعة باحات المسجد الأقصى، منع الفلسطينيون من الدخول إلى باحاته مع صلاة الفجر، وتقرر منذ الليل أن يسمح فقط لمن هم فوق الخمسين عاما بدخوله لصلاة الفجر. وتجمع المصلون المسلمون على أبواب الأقصى محتجين على منعهم من دخوله، يحاصرهم مئات من الجنود، وصرخ المحتجون بهتافات تقول إن الأقصى كله ملك للمسلمين ولا حق لغير المسلمين فيه. وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري ل"العربية.نت" إن إسرائيل تتوهم أنها ستملك حقا على الأقصى بالقوة، وقال أيضا إنه حتى لو تصدت للاحتلال قوة قليلة فهؤلاء أقوياء بالحق. دول عربية تستنكر وأضاف صبري "تعتقد إسرائيل أن انشغال العرب بمحاربة الإرهاب سيشغلهم عن الأقصى، ولهذا تحاول فرض وقائع على الأرض، إلا أنها لا تعلم أن ما تقوم به هو إرهاب ترفضه الأمة العربية". وأكد الشيخ صبري أن ارتفاعا بات ملحوظا بوتيرة الممارسات على الأرض تقوم به إسرائيل، وأن الأسبوع الأخير شهد تصعيدا في اقتحامات المستوطنين إلى المسجد الأقصى. وكانت دول عربية وإسلامية استنكرت الاقتحامات الأخيرة واعتبرتها تدهور الأوضاع في المنطقة. لماذا يقتحمون الأقصى؟ ومن ناحيتهم، فإن قيادات إسرائيلية، على رأسهم موشيه فيغلين من الليكود، يطالبون بشكل واضح بالصلاة في المسجد الأقصى. وكان فيغلين قد طرح الموضوع أمام الكنيست الإسرائيلي في جلسة اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التغيب عنها، وأرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد ذلك توضيحا إلى الأردن أن إسرائيل لا ترغب بتغيير الواقع في المدينة المقدسة، إلا أن ما تراه العين هو غير ذلك. وبعد اقتحامهم للأقصى، سألنا أحد قيادات المستوطنين واسمه يشاي فليشر عما يريدونه، ولماذا يقتحمون الأقصى في وقت يقول فيه الحاخام الرئيسي لما يسمى "حائط المبكى"، شموئيل رافينوفيتش، إنه ممنوع على اليهود أن يصلوا في الأقصى إلا بعد أن يأتي المسيح المنتظر ويبني فيه الهيكل الثالث، وفق المعتقد اليهودي كما يقول رافينوفيتش. الصلاة في جبل الهيكل أجابنا فليشر "إذا لم يسمح لنا أن نصلي في جبل الهيكل فلن نسمح للمسلمين أن يصلوا فيه أيضا، وهذه خسارة لنا ولهم، نحن لا نريد أن نمنعهم من الصلاة، ولا نريد أن يمنعونا، هذا حقنا، ونحن نريده، نريد تقسيم الصلاة في الأقصى كما هي في الحرم الإبراهيمي تقسيما زمنيا ومكانيا، ولا نريد أن نحرم المسلمين من الصلاة فيه, تعرف كل الديانات أن هذا مكان التقاء الرب بعباده، وهو مقدس للجميع، لماذا لا يسمحون لنا أن نصلي فيه؟". وقالت عضوة الكنيست الإسرائيلي ميري ريغيف "هذه دولة إسرائيل، دولة الشعب اليهودي، كيف يعقل ألا يسمح لليهود أن يصلوا فيها في أي مكان يريدونه". وفي مواجهة هذا اعتقل مئات الفلسطينيين المقدسيين الذين احتجوا على هذه السياسات في الأيام الأخيرة. وقال قائد المنطقة في شرطة الاحتلال في القدس، يوسي فيريانتي، إنه خلال الأعياد سيصلي كل في مكانه، وسيعتقل كل من يخالف ذلك. وما لوحظ على الأرض أن اليهود أدوا صلواتهم بحرية، ومنع المسلمون من ذلك طيلة أيام العيد اليهودي. وطالبت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الإجراءات من جانب واحد، والتي تفرضها إسرائيل في القدسالشرقية التي يعتبرها المجتمع الدولي تحت الاحتلال.