صدمت الوفاة الغامضة لأكبر مسؤول نفطي بحكومة معمر القذافي في فيينا اصدقاءه وزملاءه الذين يقولون انهم يشتبهون في ان أعداءه ربما لاحقوا وقتلوا الرجل الذي كان يعلم أكثر من أي شخص آخر بشأن مليارات الدكتاتور الراحل. وعثر على جثة غانم الذي رأس حكومة القذافي لبعض الوقت وأدار قطاع النفط لسنوات أيضا بكامل ملابسه طافية في نهر الدانوب صباح يوم الأحد على بعد بضع مئات من الامتار من منزله. وتقول الشرطة إنه مات غرقا وربما سقط في النهر بعد اصابته بنوبة قلبية عقب ممارسة رياضة المشي. وتشير التقارير الأولية لتشريح الجثة الى انه لا توجد علامة على حدوث عمل إجرامي. ويقول بعض أصدقائه انه لم يكن يجيد السباحة وانهم نبهوه الى ان يتوخى الحذر من أعداء في منفاه بالنمسا. وكان غانم (69 عاما) أحد أقوى الرجال في ليبيا في عهد القذافي وكان فعليا يسيطر على خيوط ثروة حكومة وعائلة القذافي الى ان انشق وانضم الى صفوف المعارضة في مايو الماضي مع اقتراب المعارضين من طرابلس. وكان قراره بالانضمام الى المعارضة نقطة تحول في الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي في نهاية الامر. وامسك معارضون في نهاية الامر بالزعيم الليبي وقتلوه.. ومن المفترض أنه كان له اعداء بين معارضي القذافي بسبب السنوات التي قضاها في مركز السلطة مثلما كان له أعداء بين اصدقاء الزعيم الراحل واقاربه بسبب قراره بالانشقاق عنه. وكان من المفترض أيضا أنه على دراية ليس لها مثيل بصفقات نفطية تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. وشكك الاصدقاء في الرواية الرسمية بشأن موته. وقال وزير نفط سابق بدولة اخرى عضو في اوبك بقي صديقا مقربا من غانم "أعتقد ان هذا سخف. لا يذهب المرء الى نهر الدانوب ويصاب بنوبة قلبية ويسقط في النهر." وقال موسى ريمبيتيكو الذي يدير مطعما يونانيا هناك منذ 14 عاما "لم نكن نعلم من هو. اعتقدنا انه رجل تناول كثيرا من الخمر وسقط في الماء. هذا حدث منذ بضع سنوات." وقال اتلان يالفاك مدير مطعم فيش تاور انه وصل لفتح المطعم صباح الاحد ووجد الشرطة تقف حول الجثة التي كانت ممدة على الرصيف حيث تم انتشالها. وأضاف "كان الامر مرعبا للغاية". ويصف من عرفوا غانم المسؤول الليبي السابق عموما بأنه شخصية مرحة. ويقول بعض أصدقائه ان شخصيته الخارجية كانت تخفي عقلا حذرا وكان يشعر بالقلق دائما بشأن التهديدات لسلامته لكنه كان مصمما على ان يعيش حياة عادية في منفاه بالنمسا. وقال الوزير السابق في اوبك الذي طلب عدم نشر اسمه "نظرا للمكان الذي كان فيه .. نعم أعتقد انني كنت سأشعر بالقلق. بدون شك كنت سأشعر بقلق بالغ. في الحقيقة اعتقد انه قال في بعض الاوقات انه كان يشعر انه مراقب. لكن ربما كان هذا من صنع خياله .. من يدري." وتابع يقول "اعتاد ان يتجول في انحاء فيينا بالترام أو في حافلة. لم يكن مختبئا ولم يكن لديه سائق يرافقه في النهار والليل .. لا شيء من هذا القبيل... أراد ان يحيا حياة عادية." وقال عصام الجلبي الذي كان يدير قطاع النفط في العراق في الثمانينات وشيد في الاونة الاخيرة هيئة استشارية مع غانم في فيينا ان اصدقاءه نصحوه بأن يتوخى الحذر. وقال انهم دأبوا على نصحه بالتزام الحذر وتجنب الظهور بشكل ملفت. واضاف ان المشكلة هي انه أغضب النظام السابق لانه انشق وان القيادة الجديدة في ليبيا لم تقبله لانه شارك في إبرام عقود غامضة. ومثل اخرين لم يقتنع الجلبي بالرواية الرسمية. وقال "لا يمكن ان يكون سقط هكذا بساطة (في الماء). أعتقد اننا لم نسمع نهاية القصة بعد."وأضاف "من دفعه يعرف أنه لا يجيد السباحة." وكانت هناك تلميحات إلى أن غانم كان يعاني من مشاكل صحية. وقالت نهال جونيوارديني وهي صديقة لغانم منذ تخرجه من مدرسة في بوسطن وتقيم في واشنطن ان غانم ابلغ ضيفا مساء السبت انه لا يشعر انه على مايرام وغادر مبكرا يوم الاحد لممارسة المشي ولم يعد. وحتى الان لم تصدر تصريحات علينة تذكر من العائلة. وقال لؤي غانم ابن شقيق شكري غانم انه سيتم تشريح الجثة يوم الاربعاء وان العائلة تأمل في إعادة الجثمان الى ليبيا يوم الخميس.