يعاني كثيرون من المخاوف ومن كثير من المشكلات، ولكن البعض تزداد لديه هذه المشكلة إلى أن تصل إلى المرض النفسي، فنرى كثير ممن يعانون من الإصابة بأنواع غريبة من الفوبيا، ومنها اضطراب الخوف من الأماكن الواسعة، وخشية الخروج إلى الملاعب أو صالات المول أو أي مكان واسع وكبير. وغالبا ما يصاحب هذا الشعور بمتلازمة من الأعراض النفسية، توضحها الخبيرة النفسية سهام حسن، في الشعور بالخوف، والاكتئاب وسواس قهري، وقد يؤثر هذا الاضطراب على حياة المصاب فهو يرفض الخروج، وبالتالي يسبب هذا فقدان العمل، كما أنه يسبب مشاكل متكررة بالزواج ويجبره كل هذا إلى محاولة الهروب أو النسيان، فيلجأ إلى إدمان للكحول أو المخدرات أو المهدئات في حالات نادرة لمن فقد الأمل وتخلى عن التعلق بفضل الله ورحمته.
ولا توجد سن محددة للإصابة لهذا الاضطراب، فهو قد يظهر في مرحلة الطفولة، أو في مراحل متأخرة من المراهقة أو مع بدايات البلوغ وأحيانا في منتصف العمر، وهناك كثير من الأسباب التي تؤدي إلى تلك المشكلة مثل إصابات عضوية، مثل وجود ضمور في قشرة المخ بالفص الجبهي، بالإضافة إلى عدم انتظام أو نقص الدورة الدموية والتي تسبب الشعور بالدوار، عدم اتزان اضطراب في معدلات التنفس.
هناك علاقة وراثية، حيث وجد أن هناك علاقة بين الإصابة بهذا النوع من الفوبيا ووجود خلل جيني متعلقة بالناحية الوراثية، وعلاقة نفسية، حيث أن فشل الشخص في التغلب على مشكلة يؤثر فيه ويجعله يصدر رد فعل شديد، فيتطور إلى الإصابة بخوف وتوتر وقلق مصحوب بأعراض جسدية.
ويمكن اكتشاف الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب، من خلال:
- زيادة ضربات القلب.
- زيادة إفراز العرق.
- الشعور بالضيق النفس، وآلام شديدة بالصدر.
- غثيان، آلام البطن، اضطرابات الجهاز الهضمي.
- اضطرابات الطعام أو النوم، أو اللجوء إلى المشروبات بالكحولية، أو التدخين.
- الأعراض النفسية المصاحبة للنوبة تظهر من خلال عدم الاتزان، إنكار للذات، الخوف من الموت مع تنميل ملحوظ بالأطراف واضطراب في التفكير.
ولكي تستطيع تقديم يد المساعدة إلى الشخص المصاب بالمخاوف، هناك عدة طرق من خلال:
- العلاج الدوائي، حيث يقوم الطبيب النفسي بوضع خطة علاجية بالأدوية لمدة لا تقل عن 8 – 12 شهر.
- العلاج المعرفي، ويتم عن طريق التحدث مع المريض لمعرفة الأسباب الخفية وراء هذه الإصابة، والتي تسبب حدوث النوبات، مع محاولة تصحيح فهم المصاب من عدم تأثيرها على حياته أبدا.
- اليوجا، من الطرق الحديثة التي يمكن استخدامها للتخلص من تلك الحالة من الاضطرابات من خلال التدريب على التحكم فى معدل التنفس خلال النوبات.
- التعرض التدريجي، وخلال هذا النوع من العلاج يتم تعريض المريض للهلع بشكل تدريجي، حتى يستطيع التخلص من تلك الأزمة.
- العلاج الأسري، حيث يمكن للأسرة أن تتفهم حالة المريض ومساعدته على تخطي الأزمات، وكيفية التعامل السليم مع النوبات التي تصيب المرضى.
- الاسترخاء والتدريب على الهدوء، وذلك للتخلص من الضغط العصبي الذي ينتاب المريض أثناء النوبة.