لم يكن الناخبون الأمريكيون الذين ينتمون للحزب الديمقراطي وحدهم هم الذين كانوا يتطلعون إلى "الامل والتغيير" عندما أصبح باراك أوباما الرئيس الرابع والأربعين للبلاد. ففي أنحاء العالم توقع كثيرون أن تكون مواقف الولاياتالمتحدة مختلفة كثيرا في ظل الرئيس الجديد. وهم لا يريدون أن يسمعوا كثيرا عن الأمريكيين الذين يتفاخرون بقوتهم. وربما كان يرغب البعض في المزيد من الحرية والديمقراطية على النسق الأمريكي لكنهم قد لا يرغبون في ذلك إذا كان هذا يعني فرض واشنطن لإرادتها. ولا يرى كثيرون أن انتخاب أوباما أحدث تغييرا ملحوظا في المواقف. لكن بعد ثلاث سنوات ونصف السنة هناك شكاوى متزايدة من أنه ليست هناك تغييرات تذكر فيما يتعلق بالمضمون. وساعدت فضيحة فيما يتعلق بجلب ضباط في الحرس الرئاسي الأمريكي عاهرات إلى الفندق الذي يقيمون فيه وحوادث قتل وإحراق للمصاحف في أفغانستان وضربات بطائرات بلا طيار في باكستان على إذكاء انطباع بأن الولاياتالمتحدة تفعل ما تريد بغض النظر عن الآخرين. حتى ان آخرين يشكون من أنه حتى انتفاضات الربيع العربي كشفت عن النفاق الأمريكي. إذ لم تتراجع واشنطن عن سحب التأييد من حلفاء في أنظمة مستبدة مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلا عندما أصبح واضحا بشكل يقيني أنه على وشك الخروج من السلطة في حين واصلت دعم شركاء آخرين في أنظمة شمولية مثل مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية. ومما زاد من الاستياء عدم إغلاق سجن جوانتانامو في كوبا حيث يجري احتجاز مشتبه بهم من الأجانب في قضايا الإرهاب على الرغم من وعود أوباما قبل وبعد انتخابه. وقال عبد الرحمن منصور وهو نشط سياسي مصري ساعدت كتاباته على فيسبوك على قيام الانتفاضة التي أطاحت بمبارك في فبراير شباط من العام الماضي "كانت لدينا آمال كثيرة وقت انتخاب أوباما... لكن لم يحدث شيئ. أوباما لم يحدث تغييرا وكل ما أنجزه هو مجرد خطاب دبلوماسي." وبينما تسعى الولاياتالمتحدة لإنعاش الاقتصاد ومواجهة في الميزانية وعبء في الديون ومع أزمة سياسية في واشنطن يتساءل البعض عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ذاتها تمر بحالة تراجع بطئ. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب وأجري في 136 دولة أن 46 في المئة ممن شملهم الاستطلاع لديهم رأي إيجابي ازاء القيادة الأمريكية للعالم. وتراجعت هذه النسبة تدريجيا من 49 في المئة في 2009 عقب انتخابات أوباما مباشرة وهي أعلى نسبة منذ أن بدأت جالوب تجري استطلاعات حول هذه المسألة في 2005.