أجرى معهد جالوب لاستطلاعات الرأي بحثا يهدف الى معرفة حقيقة ما يدور في أذهان المسلمين بشأن الغرب ، خاصة في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولاياتالمتحدة. شمل الاستطلاع 35 دولة اسلامية من خلال اجراء مقابلات مع اكثر من 50 الف شخص على مدى ست سنوات للخروج بما يصفه باول استطلاع شامل للرأي في العالم الاسلامي. ونشرت النتائج في كتاب عنوانه "من يتحدث باسم الاسلام.. فيم يفكر مليار مسلم فعليا.." والتى تحمل مؤشرات مدهشة بشأن الطريقة التي ينظر بها المسلمون الى الغرب وكيف يمكن أن يؤدي سوء الفهم الذي كثيرا ما يقع فيه السياسيون ووسائل الاعلام الى اذكاء الشكوك والصراع. وأكدت داليا مجاهد التي شاركت في وضع الكتاب الاثنين "الصراع بين المسلمين والمجتمعات الغربية ليس حتميا بأي حال من الاحوال" موضحة بذلك احدى النتائج الاساسية التي خلصت اليها هي وجون ايسبوسيتو الاستاذ في جامعة جورج تاون من الكم الهائل من البيانات التي جمعاها. وأضافت أن الأمر يتعلق بالسياسة أكثر مما يتعلق بالمبادئ... فرغم المشاعر المعادية للولايات المتحدة وبريطانيا -بسبب الغزو الأمريكي للعراق وافغانستان واللذين أيدتهما بريطانيا بقوة- فقد أوضح المسلمون في شتى أنحاء العالم أنهم في واقع الأمر معجبون بكثير مما يعتز به الغرب مثل حرية التعبير والديمقراطية والتقدم التكنولوجي والوصول الى المعرفة. وأشارت داليا مجاهد الى ان المسلمين لا ينظرون الى الغرب كوحدة واحدة ، بل تتشكل رؤيتهم للدول المختلفة طبقا للخطوط السياسية وليست الثقافية او الدينية. وفيما يعجب المسلمون بالقيم الغربية ، يشعر كثير منهم ان الغرب لا يحترمهم وان القيم التي يعتنقها الغرب مثل الديمقراطية ليست سوى كلاما مرسلا عند تطبيقها في العالم الاسلامي. ومثال حديث لذلك هو الانتخابات التي جرت عام 2006 في المناطق الفلسطينية والتي فازت فيها حركة حماس في انتخابات حرة ونزيهة ، حيث فعلت الولاياتالمتحدة واسرائيل الكثير لتجاهل النتيجة ومحاولة الاطاحة بحماس من السلطة. وقالت مجاهد "أكثر من 65 في المئة من المصريين والاردنيين والايرانيين يعتقدون ان الولاياتالمتحدة لن تسمح للشعوب في منطقتهم بتشكيل مستقبلهم السياسي بالطريقة التي يرونها مناسبة دون تأثير امريكي مباشر." "وعندما سألنا المسلمين حول العالم ماذا بوسع الغرب ان يفعل لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي كانت الردود المتكررة هي ان يظهر الغرب مزيدا من الاحترام للاسلام وان يعامل المسلمين كأنداد وليس كتابعين." وتظهر استطلاعات الرأي التي اجريت في الولاياتالمتحدة ان الامريكيين ينظرون بالفعل نظرة متدنية للمسلمين حيث يقول 34 في المئة ممن استطلع معهد جالوب اراؤهم انهم ليسوا متحيزين ضد المسلمين ويقول 19 في المئة منهم ان لديهم "قدرا كبيرا" من التحيز ضدهم. وعندما نظر المؤلفان اين كانت اراء العالم الاسلامي عن الغرب في ادنى مراتبها مالت الى أن تكون مرتبطة بمواقع اندلاع الصراعات...فقد كانت الدول المتاخمة للعراق او اسرائيل والمناطق الفلسطينية أكثر سلبية في ارائها. وكانت اكثر الدول الاسلامية ايجابية في ارائها تجاه الغرب تلك الواقعة في الدول الافريقية جنوبي الصحراء خاصة سيراليون حيث فعلت المساعدات الامريكية والبريطانية الكثير لتحسين وجهة النظر بعد سنوات من الصراع. وكانت التغطية الاعلامية احد العوامل التي تلقي بظلالها على رأي كل طرف في الاخر. وقالت مجاهد ان تحليل محتوى وسائل الاعلام اظهر ان غالبية التغطيات الاخبارية التلفزيونية في الولاياتالمتحدة للاسلام كانت "سلبية بشدة" فيما كانت التغطية محايدة عندما تناقش المسيحية في محطات تلفزيون اسلامية. (رويترز)