أرق، إكتئاب، وسهر لليالٍ طويلة... هل من علاج؟ غالباً ما يسارع الطبيب إلى وصف الحبوب المنومة أو المهدّئة للمريض ليتمكّن من التخلّص من تشنّج الأعصاب والنوم بشكل مريح. وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من العلاجات يساهم بشكل كبير في مساعدة المريض على النوم واستعادة هدوئه إلّا أنّه يؤدّي في الكثير من الأحيان إلى الإدمان وعدم تمكّنه من التخلص منها حتّى بعد شفائه من المشاكل التي كان يعانيها. ونظراً لنسبة الإدمان المرتفعة على الحبوب المنومة والمهدئات والتي تجاوزت ال15% وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وضع أطباء في علم النوم والأرق من مركز كوبر في مدينة دالاس الأميركية تقريراً ذكروا فيه علامات الإدمان على هذه الأدوية إضافة إلى كيفية علاجه بناء على دراسة قد أجروها، وتوصّلوا إلى التالي:
علامات الإدمان على الحبوب المنوّمة بعد تناولها لسنوات عديدة:
- تشنّجات عصبية قوية. * صداع مع تراجع القدرة على التركيز. - إذا كانت الأدوية المنومة قوية المفعول فقد تراود المريض أفكار خطيرة وتشوّش ذهني.
وتماماً كما يحصل الإدمان بعد مرور وقت طويل على استهلاك الحبوب المنومة، يتطلّب العلاج أيضاً بعض الوقت لذلك لا يجب أن يمتنع المريض فجأة عن تناولها لأنّ ذلك قد يتسبّب له بتعب شديد وعدم القدرة على النوم لليالٍ متتالية. وبناءً على هذه النتيجة المزعجة للتوقّف السريع عن استهلاكها، إتّبع الأطباء في مركز كوبر الطرق التالية لمساعدة مرضاهم على التخلّص من إدمانهم:
- طريقة التخلص من الإدمان لمتناولي الحبوب المنومة منذ فترة قصيرة من الوقت: خفض كمية أقراص الدواء إلى نصف حبة لفترة 3 أيام. وبعد هذه المدة، بإمكان المريض العودة إلى العيار العادي الذي كان يتّبعه في البداية لمدة 3 أيام أيضاً، وبعدها البدء فعلياً بعملية الحد من الحبوب من خلال التالي: تناول نصف الكمية الموصوفة في الأسبوع الأول على أن تنخفض الكمية إلى ربع العيار في الاسبوع الثاني. أمّا في الأسبوع الثالث فيتمّ خفض الكمية إلى نصف ربع العيار، ليصل المريض في الأسبوع الرابع إلى عدم الحاجة إلى أي دواء ليساعده على النوم.
*طريقة التخلص من الإدمان لمتناولي الحبوب المنومة منذ سنوات طويلة: خفض كمية أقراص الدواء إلى نصف حبة لفترة يومين وبعدها العودة إلى تناول الكمية الأصلية لمدة يومين آخرين وتكرار هذه العملية لفترة تمتدّ ما بين شهر وشهرين لتسهيل عملية خفض الكمية. وبعد مرور الشهرين، يمكن البدء باستهلاك نصف الكمية لمدة أسبوعين، وبعدها خفضها إلى الربع لمدة أسبوعين آخرين.
والجدير بالذكر، أنّه وعلى الرغم من الخفض التدريجي للكمية المستهلكة، قد يعاني المدمن من بعض إضطرابات النوم لمدة ثلاثة أيام تلي التوقّف النهائي عن تناول الحبوب المنومة. كما ينصحك الأطباء بتأمين بيئة مناسبة للنوم تتكوّن من إضاءة خافتة، هدوء، حرارة غرفة تتراوح ما بين 18 و21 درجة مؤية، إلى جانب الحرص على عدم تناول وجبة دسمة قبل الخلود إلى النوم.