اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والوفد المرافق لسيادته، وذلك بحضور السيد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والسادة وزراء الدفاع، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والتنمية المحلية، والتربية والتعليم والبترول والثروة المعدنية، والمالية. وقد صرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن سمو الشيخ محمد بن زايد قد نقل الرئيس تحيات وتقدير سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أن موقف بلاده إزاء مصر جاء تجسيداً لمعاني الأخوة العربية ووحدة المصير، فضلاً عن العلاقات الوثيقة والروابط القوية التي تجمع بين البلدين.
من جانبه، طلب السيد الرئيس نقل تقديره وامتنانه لسمو الشيخ خليفة بن زايد، مؤكدا أن مصر تثمن موقف الإمارات الذي جاء فارقا وداعما لمصر في مسيرة تحولها نحو الديمقراطية وصيانة مقدرات الدولة المصرية وشعبها. وأضاف سيادته أن خطر الإرهاب يستدعي تضافر كافة الجهود على المستويين العربي والدولي، وتدارك أخطاء الماضي التي يسرت تجمع الإرهابيين أولا في أفغانستان، ثم في سوريا وأيضا في ليبيا، منوها إلى سابق تحذير سيادته من خروج هؤلاء الإرهابيين من سوريا وانتقالهم إلى دول أخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي أثبتت الوقائع صحته.
كما أشار سمو ولي عهد أبو ظبي إلى أهمية التكاتف العربي لتصحيح صورة الإسلام، التي ألصق بها الارهابيون تهما ظالمة تجافي صحيح الدين، معولاً على دور الأزهر الشريف في هذا الصدد، باعتباره منارة للعلم والحضارة الإسلامية، بوسطيتها واعتدالها في المنطقة بأسرها.
وقد شهد اللقاء توافقا في الرؤى حول أهمية دور الاعلام في التوعية والتنوير ونقل الحقائق للشعوب العربية، وكذا أهمية التركيز على القضايا المعاصرة التي تثير الخلاف، وأن يكون لعلماء الدين الأجلاء دورهم الإعلامي لتوضيح الحقائق لمواطني الشعوب العربية، مما يزيد من قدرتهم على التمييز بين ما هو من صحيح الدين وبين الأقاويل المكذوبة والملفقة.
وأضاف بدوي أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قد اجتمع بسمو ولي عهد أبو ظبي ، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عقب لقائه مع السيد الرئيس، وذلك بمشاركة وفدي البلدين. وقد تم خلال اللقاء استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، في شتى القطاعات الاقتصادية، حيث تعد دولة الامارات العربية المتحدة إحدى أكثر الدول العربية الداعمة لمصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، وتمتد مساهماتها لتشمل مجالات التعدين، والاستثمار، والطاقة، والإسكان، فضلا عن إسهامها المتميز في دعم قطاع التعليم عبر بناء المدارس لتخفيف أزمة الكثافة الطلابية في المدارس المصرية.
كما أعقب جلسة المباحثات الثنائية الموسعة بين الجانبين مأدبة غداء أقامها السيد الرئيس تكريما للضيف الاماراتي الكبير، وتعبيرا عن أواصر العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.