"الراقصة" .. حرية الإعلام .. أم ثوابت المجتمع

حبيب: كلنا رقاصين و كل واحد بيرقص بطريقته
مكاوى: البرنامج غير أخلاقى ويتعارض مع قيم المجتمع
العالم : يؤدى الى مزيد من التدنى الإخلاقى لدى الشباب
علم الدين : يعكس صور سلبية للمرأة المصرية ويفسد الأخلاق
عبد العزيز: تدخل الأزهر ضد حرية الإعلام

آثار برنامج "الراقصة " والذي يهتم بتعليم فن الرقص الشرقي ، من خلال مسابقة تضم العديد من الفتيات و السيدات المتسابقات للفوز بجائزة البرنامج ، وقيامهم بإجراء العديد من الرقصات أمام كاميرات التصوير ، بملابس تثير الغريزة الجنسية لدي الشباب ، حالة من الجدل والسخط داخل المجتمع المصري ،مما أدي إلى إعلان علماء الأزهر ، و المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ادانتهم و استنكارهم لعرض البرنامج على فضائية القاهرة والناس.
و تلقى النائب العام المستشار هشام بركات بلاغاً من المحامي سمير صبري بصفته وكيلا عن الشيخ خالد الجندي، والشيخ مظهر شاهين، ضد طارق نور مالك قناة القاهرة والناس ، لوقف عرض البرنامج ، معللين ذلك إنه مفسدة للأخلاق ومطالبين بتطبيق الرأي الشرعي ورأى علماء الإسلام
و أنتقد السيناريست " تامر حبيب " عضو لجنة التحكيم فى برنامج “الراقصة” عبر صفحتة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" الجدل المثار حول البرنامج ، واصفا ما يحدث بالضجة المفتعلة، قائلا : " أن الضجة و الهجوم و الهوجة و الهستيريا المصاحبة لعرض برنامج الراقصة أكدت لي حاجة واحدة بس، ان كلنا رقاصين و كل واحد بيرقص بطريقته، و دقي يا مزيكا ، مضيفا "نحن مجتمع متناقض نشتم فى بعض الأشياء ونحن معجبون بها، ونهاجم الرقص والراقصات، لكننا فى الأفراح والشوارع وأيضا الانتخابات نرقص، وأعلم جيدًا أن البعض سوف يسخر منا ويقول إننا عاملين برنامج عن هز الوسط، لكننى أرد على من سيقول ذلك بكلمتين فقط "الريموت معاك"، وأنا واثق جدًا بأن التجربة محترمة، ومش مكسوف من نفسى وأنا أشارك بها
" وأضاف الدكتور " حسن عماد مكاوي" عميد كلية الإعلام في تصريحه ل"الفجر" ، أن الأزهر الشريف من حقه الاعتراض على برنامج الراقصة حيث أن البرنامج لا يصح اخلاقيًا، ويتعارض مع قيم المجتمع، ولكن الأزهر في نفس الوقت، لا يحق له قانونا التدخل بالعمل الإعلامي، مشددا على ضرورة أن يتم أقرار تشريعات القوانين لإصدار المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، الذي سبق الحديث عنه.
فيما أكد مكاوى أن الإعلام المصري يتجه إلى مزيد من العشوائية ويفتقد إلى التنظيم مما جعل الكثيرين ومن بينهم مؤسسة الأزهر مطالبة بالتدخل في العمل الإعلامي .
ويضيف الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام وعضو المجلس الأعلى للصحافة في تصريحه ل "الفجر" أن برنامج الراقصة الذي من المفترض أن تبثه قناة القاهرة والناس، بعد فترة زمنية لا يجوز حيث إنه لا يحمل أي قيمة فنية أو فكرية ، مؤكدا أنه يحمل صورة سلبية للمرأة، إضافة إلى مساسه بالقيم والتقاليد، مشيرا أن مؤسسة الأزهر الشريف تحركت وادانت البرنامج لأنه يفسد الأخلاق ويغير القيم والمعتقدات ، وأشاد بالبلاغات التي تلقتها النيابة العامة ضد القناة ولمنع عرض البرنامج كمحاولة للمحافظة على قيمنا وتقاليدنا وتقديم صورة المرأه بطريقة إيجابية .
فيما سخر دكتور " صفوت العالم " خبير إعلامي ، من فكرة برنامج الراقصة ، مؤكدا أن الشعب بمواطنيه يعانون من بعض الإنفلات الأخلاقي فالأمر لم يعد محتمل لمزيد من التدني الأخلاقي للمجتمع ، وأدان إدارة قناة القاهرة الناس متسائلا عن ماهية المعايير التي سيتم تقييم الراقصات بها ، رافضا أن يكون الرقص هو النموذج القابل للإحتذاء الإعلامي
فيما قال " العالم " في تصريحه الخاص ل"الفجر" ردا على رئيسة لجنة التحكيم لبرنامج الراقصة "دينا " حينما صرحت بأنها ستقوم بتعديل الصورة الحقيقية لراقصات الشرق ، إن التاريخ السينمائي ملئ بعشرات الأفلام والمسلسلات التي تشنعت بتمجيد تاريخ المعاناة التي واجهتها كل راقصة في الشرق .
فيما أعلن الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز ، عن تخوفاته من تدخل مؤسسة الأزهر بالعمل الفني وإعتراضها على البرامج الإعلامية مشيرا إنه لا يجب أن تكون البرامج الإعلامية موضوع الإعتراض المؤسسات الدينية حيث أن الإبداع والإعلام لا يحاكم ويقيد بالسلطة التنفيذية أو الدينية .
وأكد عبد العزيز أن برنامج الراقصة لا يتجاوز ما يتم تقديمه بوسائل الإعلام المصرية رغم أنه غير معجب بالقناه والفكرة ، ولكن شدد محذرا من الإستسلام لمنع وتقييد وتدخل المؤسسات الإسلامية في الأعمال الفنية ، مؤكدا أن ما يحدث ضجة مصطنعة ومفتعلة .