قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يرغب في مؤازرة مصر في مواجهة كافة التحديات التي تواجهها، وأبدى اهتماما في أن يلتقي قريبا بالرئيس عبدالفتاح السيسي لتعزيز العلاقات في شتى المجالات سواء كانت سياسة او اقتصادية من خلال مساهمة الشركات الفرنسية في المشروعات التنموية المصرية. جاء ذلك عقب لقاء شكري مع الرئيس الفرنسي بقصر الإليزيه- موضحا إنه أطلع أولاند على آخر التطورات الداخلية المصرية فيما يتعلق بتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق والجهود المبذولة في مجال الإصلاح الاقتصادي والتشريعي والسياسي من أجل إقامة دولة حديثة وديمقراطية تراعي حقوق الانسان وتعمل على تحقيق مصلحة الشعب، فضلا عن التحديات الكبيرة التي تواجه مصر فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب.
وأعرب أولاند عن رغبته في معاونة مصر على التصدي للإرهاب، كما قدم التعازي في أحداث اليوم التي أدت إلى مقتل 11 من جنود الشرطة المصريين في سيناء، كما أعرب عن اهتمامه الشخصي واهتمام الحكومة الفرنسية بالارتقاء بالعلاقات الثنائية و بدعم مصر في مواجهتها للتحديات الإقليمية و الداخلية.
وأكد شكري أنه تم الاتفاق مع الجانب الفرنسي على توطيد التعاون في مكافحة الإرهاب عبر تبادل المعلومات ووضع آليات دولية من خلال مقترح الرئيس اولاند بعقد مؤتمر دولي، وأن هناك شقا ثنائيا بين مصر وفرنسا يستطيع أن يكون مؤثرا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وأن فرنسا لديها القدرة على توفير الإمكانات اللازمة لتدعيم قدرات الشرطة والقوات المسلحة.
تعاون ضد الإرهاب أوضح وزير الخارجية أن أولاند ثمن قدرة مصر على تثبيت الهدنة في غزة ورعاية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعمل الدؤوب من خلال دول جوار ليبيا لطرح المبادرة التي اعتمدت في مؤتمر القاهرة في أغسطس الماضي، ووضعت الإطار لنبذ الإرهاب والعنف والتخلي عن السلاح والانخراط في عملية سياسية تدعم الشرعية والإرادة الشعبية الليبية المتمثلة في الانتخابات الأخيرة التي أفضت إلى انعقاد مجلس النواب و ما اتخذه من قرارات بتكليف رئيس وزراء لتشكيل الحكومة و تعيين رئيس الأركان الحالي.
وقال شكري إنه تم -خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي- التطرق أيضاً إلى الأوضاع المضطربة وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وكذا الأحداث الأخيرة المؤسفة في قطاع غزة، وقدر التضحية من قبل الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى التشاحن العسكري في ليبيا وسوريا والعراق الناجم عن وجود عناصر متطرفة ك"داعش" التي تقترف جرائم وحشية بحق الشعب العراقي، فضلا عن استحواذها على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية.
سوريا وليبيا قال الوزير إن هناك تطابقا في وجهات النظر مع الجانب الفرنسي وحرصا على أن يتم التعامل في إطار سياسي للوصول إلى توافق بين الأطراف المختلفة في سوريا لتلبية مطالب الشعب السوري ووقف هذه الحالة من التدمير والأعمال العسكرية، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع الدول الفاعلة على المستوى الإقليمي والدولي لدعوة الأطراف للانخراط في مفاوضات سياسية تلبي احتياجات الشعب السوري.
وفيما يتعلق بليبيا، قال شكري إنه أطلع الجانب الفرنسي على عزم مصر توفير الدعم السياسي والمادي للشرعية في ليبيا ممثلة في مجلس النواب والحكومة الجديدة والمؤسسات الشرعية التي ستشكل لاحقا حتي تستعيد ليبيا استقرارها وتحافظ على وحدتها ومواردها لخدمة شعبها للقضاء على الفكر المتطرف الذي لا يتناسب مع العصر واحتياجات الشعوب من الاستقرار والانخراط في النظام العالمي الدولي، وإن مهمة الجيش المصري هي الحفاظ على الحدود المصرية ومنع نفاذ أي من العناصر الإرهابية إلى أراضيه.
لقاءات متعددة يذكر أن شكري التقى أيضاً مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس وتناول بمزيد من التفاصيل تلك القضايا في المباحثات التي جرت بينهما في وقت سابق من اليوم، قبل أن يجتمع مع نحو 20 من رؤساء كبريات الشركات الفرنسية منها العاملة في مصر والعليمة بالإمكانات المتاحة في مصر والحريصة على توسيع تواجدها في مصر ومع شركات فرنسية أخرى تسعى لدخول السوق المصرية للمساهمة في المشروعات القومية المطروحة من قبل مصر.
وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة للوزير شكري إلى إثيوبيا ومشكلة سد النهضة، قال إنها تأتي لترجمة الإرادة السياسية التي عبر عنها الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي وقوة الدفع التي تولدت من لقاء مالابو وتمثلت في آخر نتائج اللجنة الثلاثية التي انعقدت، والأجواء الجديدة التي سادت ورغبة الطرفين في الوصول إلى توافق والتعامل بروح من الإيجابية والمرونة، معربا عن أمله في أن يقوم رئيس وزراء ووزير خارجية إثيوبيا بزيارة مصر قريبا.
كان وزير الخارجية وصل مساء أمس إلى باريس متوجها إليها من العاصمة الألمانية برلين في إطار جولته الأوروبية الحالية والأولى منذ توليه مهام منصبه والتي سيختتمها بزيارته غدا لإيطاليا.