أقترب موعد الأنتخابات الرئاسية والتي ينتظرها الشعب المصري منذ الحادي عشر من فبراير من العام الماضي بعدما تنحي مبارك عن الحكم , ليتيح لنا أخيراً الفرصة في أختيار من يحكمنا ليصبح الحاكم الثاني في تاريخ مصر الذي يأتي بإرادة الشعب بعد محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة . ولكن السؤال هنا هل سننجح في أختيار الحاكم الأصلح لنا أم سنسيئ الأختيار و نتحمل عواقبه ؟ , فالساحة الآن مفتوحة علي مصرعيها أمامنا لتفكير المتقن حول دعم المرشح الأمثل لقيادة سفينة الوطن إلي بر الأمان . ولكن يبقي هاجس تزوير الأنتخابات هو المسيطر علي الكثير من الشعب , فمع إقتراب موعد الأنتخابات بدأت الأقاويل حول إحتمالية خروج الأنتخابات بشكل غير نزيه علي غرار الإنتخابات المصرية قبل ثورة يناير . حيث يخشي الكثيريين من إستخدام التيار الإسلامي للطرق الملتوية من أجل ترجيح كفة مرشحهم " محمد مرسي " الذي يعد طوق النجاة لجماعة الأخوان وحزبهم " الحرية و العدالة " بعد تناقص رصيدهم بشكل كبير في الشارع المصري بعد إكتساحهم في انتخابات مجلسي الشعب والشورى , كما يخشي البعض ان يكون للمجلس العسكري دوراً في تسويد الأنتخابات لصالح مرشح ما ليضمن لهم " الخروج الآمن " من السلطة وهو في نظر الغالبية العظمي من الشعب سيكون " عمرو موسي " وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق , ويبقي في رهن هذه الغالبية حوار الكاتب الساخر " جلال عامر " رحمه الله في برنامج مانشيت الذي يقدمه الاعلامي " جابر القرموطي " علي شاشة أون تي في , حيث قال " عامر " : " هما هيجيبوا عمرو موسي" في إشارة للمجلس العسكري . وإزداد يقينهم بذلك بعد استبعاد اللواء عمر سليمان الرئيس الأسبق للمخابرات المصرية والذي شغل منصب نائب الرئيس قبل تنحيه , من السباق الرئاسي بطريقه شابها كما قال البعض ، التحايل علي القانون او كما قال النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " وتويتر " ، ان المجلس العسكرى اراد يبعد الشاطر ومرسي فنزل سليمان ليقضي عليهما بطريقة شرعية . سطوة الاخوان هي الاخرى ، هاجس من الهواجس التي قد تسبب ازمة في الانتخابات الرئاسية ، خاصة بعدما قاموا بترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام ،قبل انسحابه ثم ترشيح رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي ، لنرى بعدها شكوك الشارع حول وعود الحرية والعدالة بالاستعفاف عن السلطة لنجد الطمع السياسي يسيطر علي الاجواء الاخوانية ، مما جعل الشكوك تدور حول صفقة سرية بين المجلس العسكرى والاخوان بشأن صعةد مرسي الي سدة الحكم هناك في قصر العروبة . قالها من قبل محمد البرادعي السياسي الى انسحب من انتخابات الرئاسة مبكرا ، ان الجو السياسي في مصر بعد الثورة " ملوث " لذلك انسحب ، معربا عن خشيته من تزوير الانتخابات المصرية القادمة في ظل انتخابات مشكوك في صحتها ، وبرلمان غير دستورى ولجنة انتخابات غير شرعية حسب قوله متساءلا في الوقت ذاته " الي اين تسيروا بالبلاد الان ؟ يتساءل البرادعي ايضا حكمت الإدارية العليا بعدم شرعية الإنتخابات وأحالت الأمر الي الدستورية العليا،كيف يمكن لهذا البرلمان أن يختار لجنة الدستور قبل حكم الدستورية؟ الاعتصامات والتشكيك الاعلامي هو الاخر هاجس لدى المصريين ، اعتصام النائب عصام سلطان علي سبيل المثل الاسبوع الماضي في مقر الدستورية العليا اعتراضا علي قرار المجلس العسكرى بشأن قانون الفلول ، وبالرغم من اصداره الا ان لجنة انتخابات الرئاسة ضربت به عرض الحائط وقرار عودة شفيق الي السباق الرئاسي دليل قوى علي ذلك ،اما التشكيك الاعلامي ، فنجد ان الصحف ووسائل الاعلام المختلفة لديها الهاجس نفسه ،وبرامج التوك شو دليل ايضا علي ذلك . لجنة انتخابات الرئاسة نفسها في موضع الشبهات فبين بطلان وعدم دستورية ، وبين تشكيك في نزاهة القضاة العاملون فيها بحجة انهم قد عملوا مع النظام السابق . الايام القادمة صعبة لا محالة ، الوزارة يجب ان تستقيل كما يهدد الكتاتني رئيس مجلس الشعب ، والجنزورى يهدد من ناحيته بأن دعوى بطلان البرلمان في أدراج الدستورية ، والمجلس العسكرى يقول انه لن يتخل في كل هذا ، الي جانب الدستور الذى لا نعرف له رأس من ارجل !!