دعا المجلس الوطني السوري المعارض الخميس الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن غداة قصف الجيش مدينة حماة رغم وجود مراقبين دوليين اثنين فيها، فيما نفذت القوات النظامية عمليات عسكرية وامنية جديدة في مناطق عدة من البلاد. يأتي ذلك غداة تلويح باريس بالعمل على استصدار قرار ملزم من مجلس الامن تحت الفصل السابع لوقف العنف في سوريا. وطالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الخميس "بعقد جلسة عاجلة من اجل اصدار قرار عاجل لحماية المدنيين من شعبنا السوري". وحمل البيان "مسؤولية ما يجري في الاراضي السورية للمجتمع الدولي ممثلا في الاممالمتحدة ومجلس امنها". واضاف "نرفض وبشكل قاطع استمرار اعطاء مهل القتل من قبل المجتمع الدولي للنظام المجرم، ونؤكد ان النظام يقوم بكافة انواع الانتهاكات لمبادرة (المبعوث الدولي كوفي) انان ولم يلتزم حتى هذه اللحظة بتطبيق اي من بنود المبادرة وذلك من خلال استمراره بنهجه الاجرامي ضد شعبنا الأعزل". وتنص خطة انان على سحب الاليات الثقيلة من الشوارع، ووقف العنف من كل الاطراف، والسماح بالتظاهر السلمي ودخول المساعدات الانسانية، واطلاق المعتقلين، وبدء حوار حول عملية سياسية انتقالية. واكد المجلس "دعم ثورة الشعب السوري ودعم الجيش السوري الحر ليتمكن من حماية شعبنا الاعزل بغض النظر عن مصير خطة أنان". وتعرضت مدينة حماة امس الاربعاء لقصف صاروخي اسفر عن مقتل وجرح عشرات الاشخاص رغم وجود مراقبين دوليين اثنين في المدينة. صورة من شريط بثه ناشطون على يوتيوب تظهر معتقلين في صندوق شاحنة بيك-اب في دوما والاثنين شهدت المدينة حملة عسكرية عنيفة اسفرت عن مقتل 31 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، غداة زيارة للمراقبين الدوليين الى المدينة. واتهمت الرابطة السورية لحقوق الانسان القوات النظامية بتنفيذ عملية "اعدام ميداني" في حق تسعة نشطاء التقوا وفد المراقبين الاحد. ميدانيا، نفذت القوات السورية النظامية الخميس عمليات عسكرية وامنية في عدد من المناطق السورية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص حتى ظهر الخميس بحسب المرصجد السوري لحقوق الانسان. ففي ريف دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في بلدة زملكا اسفرت عن مقتل عسكري منشق، كما دارت اشتباكات في عين ترما تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، بحسب المرصد. واقتحمت قوات الامن في ساعات الصباح الاولى مناطق في مدينتي حرستا ودوما وشنت حملة اعتقالات ومداهمات، بحسب لجان التنسيق المحلية. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في ريف دمشق احمد الخطيب في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان مدينة دوما "تتعرض لليوم الرابع على التوالي لنيران القوات النظامية (..) في ظل اغلاق المدينة بشكل كامل منذ الصباح ومنع الدخول والخروج منها وقطع كامل للاتصالات والانترنت والكهرباء عن معظم مناطقها منذ ثلاثة ايام". واضاف "ان اهالي دوما يوجهون نداء للجنة الدولية للقدوم اليها وترك بعض المراقبين فيها لتشكل لهم نوعا من الحماية" من القوات النظامية. وقال الخطيب ان "العمليات العسكرية مستمرة ايضا في حرستا ولكن بوتيرة اقل من دوما"، مشيرا الى ان "نيران النظام تستهدف المنطقة بين برزة وحرستا" التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن مركز العاصمة. تشييع جندي سوري من مستشفى تشرين وفي حماة وسط البلاد، افادت لجان التنسيق بسماع اصوات اطلاق نار وانفجارات ليلا في عدد من احياء المدينة. وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في حماة ابو غازي الحموي لفرانس برس "استيقظت مدينة حماة اليوم على هدوء في ظل انتشار امني كثيف، بعد المجزرة المروعة التي حدثت امس في حي مشاع الطيران". وفي حلب (شمال)، قتل مواطنان في بلدة مارع اثر اطلاق النار عليهما من قبل مسلحين موالين للنظام، وفقا للمرصد. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس ان "الحملة العسكرية للقوات النظامية تجددت قبل يومين على مناطق في ريف حلب الشمالي منها اعزاز وتركمان بارح ومارع ودير جمال بعدما كانت توقفت اثر اعلان وقف اطلاق النار". واضاف "في هذه الاثناء تشهد مدينة حلب حملة اعتقالات لم يسبق لها مثيل اسفرت عن توقيف العشرات من الاشخاص بغية اخماد الحراك الشعبي، وذلك في ظل عدم توقف التظاهرات الطلابية صباحا وتظاهرات الاحياء مساء، والتي باتت قوات الامن تواجهها بشكل مستمر باطلاق النار". وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطن اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون عللى قرية موحسن من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، بحسب المرصد. وشهدت مناطق في درعا (جنوب) انتشارا امنيا كثيفا فيما سمعت اصوات اطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة في مدينة داعل، وفقا للجان التنسيق. من جهة اخرى، قالت وكالة سانا السورية الرسمية ان "مجموعات ارهابية مسلحة" قتلت مدير مدرسة في حلب بتفجير سيارته "في اطار استهدافها للكفاءات الوطنية". وقالت ايضا ان "مجموعات ارهابية مسلحة" قتلت اربعة مواطنين من عائلة واحدة في عربين بريف دمشق. وازاء استمرار اعمال العنف وخروقات وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الثامي عشر من نيسان/ابريل، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بعد استقباله شخصيات نسائية سورية معارضة الاربعاء ان "خطة أنان في خطر كبير" مضيفا "من الضروري في هذه اللحظة الانتقال الى مرحلة اخرى بدأنا في طرحها مع شركائنا، تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة للقيام بخطوة جديدة في وقف هذه المأساة". لكن الوزير الفرنسي ابدى شكوكا حول امكان التوصل الى هذا القرار. وقال "نقدر انه سيصطدم على الارجح بفيتو يستخدمه هذا العضو او ذاك في مجلس الامن، لكن هذا سبب اضافي للاستمرار في عملنا". واضاف ان التقرير المقبل الذي سيقدمه انان في الخامس من ايار/مايو الى مجلس الامن سيشكل "لحظة حقيقة" لأنه اذا كانت مهمة الاممالمتحدة "لا تعمل، لا نستطيع الاستمرار في السماح للنظام بتحدينا". واسفرت اعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية منتصف اذار/مارس عن مقتل اكثر من 11 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.