يواصل المراقبون الدوليون مهمتهم في سوريا وسط استمرار خروقات وقف اطلاق النار، في وقت طالب الموفد الدولي الخاص كوفي انان بنشر سريع لثلاثمئة مراقب من اجل تفعيل مهمة البعثة الدولية المكلفة التحقق من وقف اعمال العنف في البلاد تمهيدا لبدء عملية سياسية. وأفاد المسؤول في الفريق الدولي المكلف مراقبة وقف اطلاق النار في سوريا نيراج سينغ الاربعاء ان مراقبين اثنين استقرا في حماة التي شهدت الاثنين عملية عسكرية عنيفة للقوات النظامية اسفرت عن مقتل 31 مدنيا. وقال لوكالة فرانس برس “لدينا الان مراقبان في حمص ومراقبان في حماة يقومون بمهامهم في تلك المناطق، ولدينا فريق يقوم ايضا بجولات ميدانية من دمشق”. ورغم وجود هذين المراقبين، قتل 12 شخصا على الاقل في قصف للقوات السورية النظامية الاربعاء على حماة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان “استشهد 12 مواطنا على الاقل واصيب العشرات بجروح اثر قصف القوات النظامية السورية لحي مشاع الطيران بمدينة حماة”. وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي الحموي لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية قصفت “الحي الشعبي” قرابة الساعة السادسة والربع مساء، “ما اسفر عن تهدم عدد من المباني”. وأشار الى “وجود عدد كبير من الاشخاص تحت الانقاض”. وقتل 31 شخصا في حماة الاثنين باطلاق نار من رشاشات خفيفة وثقيلة من جانب القوات النظامية، غداة زيارة قام بها وفد المراقبين الى المدينة، واتهمت الرابطة السورية لحقوق الانسان السلطات السورية بتنفيذ “اعدام ميداني” بحق تسعة ناشطين كانوا التقوا المراقبين. واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن استيائها ازاء “هذا النوع من التصرفات والمضايقات واعمال العنف في حق سوريين لهم كل الحق بلقاء المراقبين والتحدث اليهم. لهذا السبب، ارسلوا بالتحديد”. وقال المبعوث الدولي كوفي انان انه يشعر “بقلق خاص” حيال تقارير تشير الى ان القوات الحكومية دخلت مدينة حماة بعد زيارة للمراقبين وقتلت عددا “كبيرا” من الناس. واضاف “اذا تأكد ذلك فهو امر غير مقبول ومدان”. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث في وقت سابق عن مقتل 17 شخصا بينهم 14 مدنيا الاربعاء في اعمال عنف في مناطق عدة من سوريا. وفي هذا السياق، قتل شخصان برصاص قناصة في مدينة دوما في ريف دمشق التي زارها فريق المراقبين الدوليين اليوم، كما قتل شخصان برصاص عشوائي مصدره القوات النظامية في حرستا في ريف دمشق ايضا. وفي ريف ادلب، قتل اربعة اشخاص اثر اطلاق نار من حاجز أمني على حافلة قرب خان شيخون. وقتل مواطن اثر اطلاق رصاص خلال حملة مداهمات في قرية الشاتورية. في دير الزور، قتل طفل في العاشرة من عمره اثر اصابته باطلاق نار مصدره القوات النظامية في قرية المريعية. وفي ريف حمص، قتل مواطن في مدينة الرستن برصاص الجيش النظامي الذي يحاصر المدينة منذ اشهر. وفي محافظة درعا، قتل رجل مسن في مدينة بصرى الشام اثر سقوط قذيفة هاون على منزله اطلقتها القوات النظامية السورية، وقتل آخر في اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة. كما قتل شخص في طفس اثر اطلاق نار عشوائي من القوات النظامية. وقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في البلدة نفسها في اشتباكات. من جهة ثانية، سلمت الاجهزة الامنية جثماني مواطنين اثنين الى ذويهما بعد ايام من اعتقالهما في مدينة حماة، كما سلم جثمان مواطن لذويه في قرية دار عزة في ريف حلب بعد ان قضى تحت التعذيب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد عن مقتل شخص من قرية شنان في ادلب “قضى تحت التعذيب بعد 25 يوما من اعتقاله في مدينة حمص”. ووصل اربعة مراقبين ليلا الى سوريا ليصل عدد الفريق الى خمسة عشر، فيما ينتظر وصول عدد اضافي اليوم، بحسب سينج. واعتبر موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية الثلاثاء ان “الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا امر مصيري” حتى وان “كان اي حل لا يخلو من المخاطر”. واضاف امام اعضاء مجلس الامن “نحن في حاجة الى ان تكون لدينا عيون واذان على الارض قادرة على التحرك بحرية وسريعا”. واوضح انان انه تلقى في 21 ابريل رسالة من السلطات السورية اعلنت فيها انها سحبت كل قواتها وكل اسلحتها الثقيلة من المدن السورية ولكنه طلب ايضاحات من دمشق حول هذا الانسحاب. ويؤكد ناشطون على الارض ان سحب الاليات لم يتم، فيما يشهد وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من ابريل خروقات يومية اوقعت حتى الآن اكثر من 300 قتيل. وبحسب سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس، فان رئيس قسم عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة هيرفيه لادسو ابلغ مجلس الامن ان مئة مراقب سيتوجهون الى سوريا، خلال شهر بينهم ثلاثون قبل نهاية ابريل. وبحسب خبراء في الاممالمتحدة، فان النشر التام للبعثة مع تجهيزاتها خصوصا الآليات المدرعة سوف يتطلب عدة اشهر.