أربع دقائق فقط هى الفترة التى ظل خبر الانقلاب على حمد أمير قطر موجودًا على موقع العربية نت، بعدها أصبح أثرا بعد عين، استنادا من الموقع إلى أن الخبر لم يكن إلا شائعة لم يتم التأكد منها. الخبر جرى تأكيده عبر وكالات أنباء ووسائل إعلام فارسية، أشارت إلى أن قوات من الحرس الأميرى بقيادة اللواء حمد بن على العطية قادوا انقلابا مدعوما من بعض أفراد الأسرة الحاكمة، هاجموا فيه قصر الأمير، لكن مجموعة من القوات الأمريكية الخاصة تصدت لقوات الحرس المتمردين، وأنقذت الأمير وزوجته وقامت بالتحفظ عليهما فى مكان مجهول. المصادر الإيرانية ومن بينها قناة «بريس تى فى» الناطقة باللغة الإنجليزية، أشارت إلى أن قوات الحرس استطاعت أن تصيب خمسة عشر فردا من القوات الأمريكية الخاصة، لكن القوات الأمريكية استطاعت أن تنهى الانقلاب وتلقى القبض على 30 ضابطا بالجيش القطرى. رفع موقع العربية – نت للخبر الذى نشرته عن الانقلاب جاء بسبب أن أحد العاملين فى الموقع نشره فى البداية على حسابه الخاص على تويتر، وبعد أن نشره الموقع، أكد أن ما حصل عليه من معلومات ليست مؤكدة، وأنها تحتمل الصدق والكذب، خاصة أن بعض القطريين نشروا من جانبهم أن الأمور هادئة فى قطر.. وأن خبر الانقلاب كاذب مائة بالمائة.. لأن الشيخ حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند من الأساس فى إيطاليا ولا يتواجدون الآن فى الدوحة. الأخبار عن انقلاب على أمير قطر – الذى جاء إلى الحكم عبر انقلاب قصر أبيض على أبيه فى منتصف التسعينيات – ليست من قبيل الفبركة الصحفية، ولكنها حيلة سياسية لخلخلة النظام القطرى، وهو نفس الأسلوب الذى اتبعه حمد قبل ذلك فى مصر وليبيا وسوريا، حيث لعبت أداته الإعلامية وتحديدا الجزيرة فى تمهيد الأراضى العربية لما سمى بعد ذلك بثورات الربيع العربى، التى حاول حمد أن يوحى بأنه برعايته الكاملة. خبر الانقلاب الجديد على حمد، جاء استكمالا لسلسلة من الأخبار أهمها ما أعلن فى مارس 2011 عن محاولة اغتيال الأمير حمد شخصيًا، حيث قامت مجموعة من ضباط حرسه الخاص الذين أعلنوا رفضهم لسياساته فى المنطقة محاولة اغتياله والاستيلاء على الحكم، لكن محاولة الاغتيال تم كشفها فى اللحظة الأخيرة وحوكم من شاركوا فيها، وإن لم يتأكد الخبر حتى الآن. خبر آخر جاء فى نفس السياق، بعد أن ترددت أنباء عن تصادم شاحنتين، تحمل إحداهما صهريج بنزين، مما أدى إلى انفجار كبير كاد يعصف بالقصر الأميرى، لكن القوات الأمريكية المنتشرة بشكل دائم حول قصر الأمير سارعت بإنقاذ الموقف.. ومرت الحادثة دون خسائر. المراقبون للشأن القطرى يميلون إلى أن نظام الشيخ حمد لا يزال قويا، خاصة أن الإدارة الأمريكية لا تزال ترى أن النظام القطرى هو حليفها القوى فى المنطقة، ولن تفرط فيه بسهولة، لكن حالة الاستياء العامة التى تسود داخل الجيش القطرى وأفراد من أسرة الأمير الذين يضيقون بتصرفات الشيخة موزة ونفوذها الذى يمتد إلى كل المؤسسات فى قطر، فى ظل حالة من التراخى التامة لدى زوجها الأمير.. كل ذلك يرشح قطر لأن تستضيف الفصل الجديد من الربيع العربى، الذى دعمته هى لتكسير أنظمة عربية بعينها. الحرب الإعلامية النفسية التى يبدو أن النظام السعودى يقف خلفها –الخبر نشر لأول مرة على موقع العربية نت السعودى.. وحكاية رفعه بعد أربع دقائق لا تزال مريبة للغاية– وغايته أن يمهد الأرض القطرية لانقلاب على الشيخ حمد، ولن يكون بعيدًا أن الشائعات الإعلامية يمكن أن تلعب دورا مهما فى الانقلاب الذى يعكف عليه الآن أفراد من العائلة الحاكمة فى قطر، وهو أمر ليس مستبعدًا على العائلة التى يصعد أمراؤها إلى سدة الحكم بالانقلابات العائلية.. ويظل من لم يحصلوا على فرصة فى الحكم فى انتظار دورهم فى الانقلاب.