احيا الاف الارمن الثلاثاء في يريفان الذكرى السابعة والتسعين للمجازر بحق الارمن في ظل السلطنة العثمانية التي تعتبرها ارمينيا ابادة في حين ترفض تركيا الاعتراف بذلك. ومن الصباح الباكر بدأت الحشود تتدفق الى نصب تذكاري على قمة في العاصمة الارمنية لوضع الزهور واضاءة الشموع في ذكرى الضحايا. وقال الرئيس الارمني سيرج سركيسيان في بيان "اليوم ننحني مثل كثيرين، الكثير من الناس الاخرين في العالم، امام ذكرى ضحايا الابادة الارمنية الابرياء". واضاف سركيسيان الذي كان في مقدم كبار المسؤولين الذين وضعوا اكاليل الزهور امام النصب "هذا اليوم هو احدى تلك اللحظات التي تتجمع فيها الامة بكاملها حول وحدة وطننا". وتقول تسوفينار تاموسيان (75 عاما) انها جاءت لاحياء ذكرى والدها الذي قتل انذاك اثناء محاولته حماية نساء واطفال من القوات التركية. وتضيف لوكالة فرانس برس انه اذا "لم يرغم الاتراك على الاعتراف بالابادة فانهم لن يقوموا بذلك ابدا. انهم يعتقدون انه مع مر الزمن سينسى العالم ذلك". ونقلت كل محطات التلفزة الارمنية احياء هذه الذكرى وسط موسيقى حزينة فيما قامت ببث صور وثائقية حول المجازر وافادات شهود عيان من الناجين. ارمن لبنانيون يتظاهرون للتنديد بتركيا قرب السفارة التركية في الرابية، شمال شرق بيروت ومساء الاثنين، شارك اكثر من ثمانية الاف شخص يتقدمهم فرع الشباب من الحزب القومي داشناكتسوتيون في مسيرة في وسط يريفان فيما قامت مجموعة من الناشطين باحراق العلم التركي كما يجري كل سنة. وقال احدهم وهو طالب يدعى هاماياك سيروبيان لوكالة فرانس برس ان "تحركنا هو احتجاج، صرخة غضب" داعيا الى ان يتقبل الاتراك "وحشية اجدادهم". وترفض تركيا بشدة الاعتراف بوقوع ابادة رغم انها تعترف بالمجازر. وقد اثار تبني النواب الفرنسيين قانونا ينص على عقوبة السجن سنة ودفع غرامة بقيمة 45 الف يورو لكل من ينكر ابادة معترف بها امام القانون بما يشمل الابادة الارمنية، ازمة دبلوماسية بين تركيا وفرنسا. لكن المجلس الدستوري الفرنسي رفض هذا القانون معتبرا اياه مخالفا "لحرية التعبير". ورد الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي انذاك، بتكليف الحكومة صياغة نص جديد. وبعد التصويت على النص علقت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي تعاونها السياسي والعسكري مع فرنسا واستدعت سفيرها موقتا. كما هددت بخطوات انتقامية جديدة ضد فرنسا في الميادين الاقتصادية والثقافية. ويتم احياء ذكرى مجازر الارمن كل سنة في 24 نيسان/ابريل تاريخ اعتقال اكثر من 200 مثقف وقيادي من الارمن في القسطنيطينية ما شكل بداية موجة المجازر والترحيل التي استمرت حتى العام 1917. ويقول الارمن ان الابادة اوقعت اكثر من 1,5 مليون قتيل خلال الحرب العالمية الاولى مع انهيار السلطنة العثمانية في حين لا تعترف تركيا سوى بمقتل ما بين 300 الف و500 الف شخص.