تعقيبا على البيان الأخير الذى أصدره تنظيم داعش الإرهابى بالأمس والذى اعلن فيه مسئوليته عن حادثى الضبعة والسنطة، قال الباحث فى الشئون الإسلامية سامح عيد أن هذا مثل هذه الممارسات تدخل فى إطار الحرب النفسية لارهاب المجتمع. وأضاف عيد فى تصريحات خاصة للفجر أن هذا الفكر التكفيرى اصبح يلقى رواجا عند بعض المتعاطفين مع الإخوان خاصا لدى صغار السن الذين وقعوا فريسة لأفكار الإخوان، ودعواتهم التى نجحوا فى تسويقها جراء ما اسموه إرهابا من قبل قوات الأمن فى فض اعتصام رابعة العدوية، خلف المئات من الضحايا، حتي أصبحت مرتكزا عاطفيا لاستقطاب صغار السن الذين تتراوح أعمارهم من 16 سنة ولا تتجاوز أوائل العشرينات مشيرا إلى أن الإخوان حاليا بعد القاء القبض على قياداتهم اصبحوا يستخدمون هؤلاء الأشبال لمواجهة الأمن.
وأكد عيد أن مثل هذه المواجهات لا فائز فيها وهى استدراج لقوات الأمن التى سوف تستهلك فى مواجهات عنيفة مع مجموعة من الصغار المراهقين الذين لا منطق لهم ولا عقل، ويحركهم دوافع عاطفية ومعبأين بكراهية شديدة تجاه المجتمع وبفكرة الثأر لما يعتبروه ضحايا رابعة
وحمل عيد الدولة ممثلة فى نظامى الرئيسين السادات ومبارك مسئولية تنامى الظاهرة الإخوانية لأنهما لم يخوضا مواجهات فكرية حقيقية معهم فضلا عن توظيفهم فى الحياة السياسية لمصالحهم الشخصية، مشيرا إلى أن نظام مبارك والعقيدة الأمنية للأجهزة المعنية كانت تنتهج فكرة مقاومة الجماعات التكفيرية فى الوقت الذى كانت سياساتهم مع الإخوان تعتمد على فكرة المتابعة فقط بمعنى الاشراف والمراقبة على نشاط الإخوان وحصرهم فى نطاق محدد لا يحول دون تنامي نشاطهم وتقوية مراكزهم تنظيميا ومجتمعيا.
كما اكد عيد أن اختزال المواجهة مع الإخوان الإرهابيين فى النطاق الأمنى هو خطأ فادح لأن الأمر يحتاج إلى مواجهات شاملة تعتمد على المواجهات الفكرية أولا ويجب أن تبلورها خطة دولة على الأصعدة السياسية والفكرية والمجتمعية، كما يجب وضع استراتيجية شاملة لمجابهة هذه التنظيمات فكريا فى المقام الأول ويتم تحديد الدور الذى يجب على كل طرف أن يلعبه فى المنظومة الكلية وبالأخص مؤسسة الأزهر الشريف و وزارة التربية والتعليم.
واختتم عيد حديثه قائلا الدولة الآن فى مواجهات ليست فقط عنيفة ولكنها مختلفة المكونات عن تلك المواجهات التى خاضتها فى التسعينات وذلك لأن مجتمع رابعة جمع كل المنتمين للتيارات الإسلامية على اختلاف منطقاتهم الفكرية خاصة فيما يتعلق بفكرة تكفير الحاكم ثم افرز بعد ذلك شباب متوحد على فكرة تكفير الحاكم والمجتمع هم الآن وقود الصدام مع قوات الأمن والمجتمع بعكس المواجهات السابقة، حيث لم تكن تتبنى الإخوان فكرة التكفير الأمر الذى يجعل الدولة حكومة وشعبا فى مواجهات مع خليط من التكفيريين صغار السن معبأين بكراهية للمجتمع لن تنتهى فى المدى القريب.