قتل شخصاً بينهم 31 عنصراً من "الدولة الإسلامية"، أمس، في قصف جوي للطيران السوري، هو "الاكثر كثافة" على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. الى ذلك، افاد المرصد عن مقتل 23 شخصا السبت في معارك بين مقاتلين معارضين ومسلحين من البدو من جهة، وآخرين موالين للنظام وسكان قرية داما في محافظة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية. واشار المرصد مساء امس الى ان الطيران الحربي السوري شن 43 غارة جوية على مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، في ضربات هي "الاكثر كثافة" منذ ظهور التنظيم في سورية في ربيع العام 2013. واوضح ان "ما لا يقل عن 31 عنصرا وقيادياًَ من الدولة الإسلامية مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح"، اضافة الى ثمانية مدنيين بينهم طفل، قتلوا جراء الغارات على مدينة الرقة، احد ابرز معاقل التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية. واوضح ان 28 غارة استهدفت الرقة وريفها الخاضع بشكل شبه كامل لسيطرة "الدولة الاسلامية"، باستثناء مطار الطبقة العسكري التابع للنظام. وبثت مواقع على الانترنت تابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" صوراً لمنازل مدمرة، مرفقة بعبارة "تدمير عدد من بيوت المسلمين في قصف لنظام الطيران النصيري على ولاية الرقة". كما شن الطيران الحربي 15 غارة ضد "الدولة الاسلامية"، خمس منها في محافظة دير الزور (شرق) التي تسيطر "الدولة الاسلامية" على معظم ارجائها، والعشرة الأخرى في الريف الشمالي لحلب حيث يتقدم المقاتلون الجهاديون منذ ايام على حساب المقاتلين المعارضين للنظام السوري. وكثف النظام من ضرباته ضد التنظيم الجهادي، منذ شن الاخير قبل شهرين هجوما كاسحا اتاح له السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، وقيامه بتوسيع نطاق مناطق سيطرته في سورية. ورأى عبد الرحمن ان "النظام السوري يريد ان يظهر للأميركيين انه مثلهم قادر على ضرب الدولة الاسلامية"، في اشارة الى الغارات التي تنفذها الطائرات الاميركية منذ اكثر من اسبوع ضد "الدولة" في شمال العراق. وأضاف، "النظام يضرب الدولة الاسلامية في المناطق حيث تتمتع بوجود قوي. اما في المناطق حيث تخوض الدولة الاسلامية معارك مع مقاتلي المعارضة، لا يتدخل لكي يصبح عدواه ضعيفين"، مشيرا الى انه "ما ان يتفوق احدهما على الآخر، يقوم بالقصف". ويسيطر التنظيم الجهادي بشكل شبه كامل على دير الزور والرقة، ويتقدم في الأيام الأخيرة على حساب مقاتلي المعارضة في ريف حلب. الى ذلك، شن الطيران الحربي والمروحي السوري "عشرات الغارات" على مناطق مختلفة تسيطر عليها المعارضة، لا سيما في حلب وارياف دمشق وحماة وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد. وباتت الأزمة التي اندلعت منتصف آذار 2011 باحتجاجات مناهضة للنظام، وتحولت الى نزاع دام اودى باكثر من 170 الف شخص، متشعبة الجبهات والتعقيدات، لا سيما مع تصاعد نفوذ الجهاديين، وتواصل المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. في السويداء، قال المرصد، أمس، إن "15 شخصاً استشهدوا وقتلوا في قرية داما خلال اشتباكات بين مسلحين من القرية، ومقاتلين من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية ومسلحين من البدو على أطرافها". في المقابل، قتل ثمانية مسلحين من المقاتلين والبدو، بحسب المرصد. واشار التلفزيون الرسمي السوري الى ان "المجموعات الارهابية المسلحة اعتدت على اهالي قرية داما في ريف السويداء ما ادى الى استشهاد عدد من المواطنين واصابة آخرين"، مضيفا إن "ابطال الجيش والقوات المسلحة ومجموعات الدفاع الشعبية والمواطنين الشرفاء تصدوا لهم واوقعوا في صفوفهم عددا من القتلى والاصابات". واوضح عبد الرحمن ان المعارك "هي الاكبر في هذه المنطقة" الواقعة على الحدود محافظة درعا التي يسيطر مقاتلو المعارضة على مساحات واسعة منها. يشار الى ان السويداء بقيت اجمالا في منأى عن اعمال العنف. واشار الى ان المعارك "اندلعت (السبت) وتوقفت فجر اليوم"، اثر هجوم شنه المقاتلون والبدو على القرية الواقعة في منطقة جبلية. وتشهد هذه المناطق بشكل مستمر عمليات خطف متبادل غالبيتها بدافع طلب فدية، بحسب المرصد. وأيدت قلة من الدروز الذين يبلغ تعدادهم نحو 700 الف في سورية، الاحتجاجات المناهضة للنظام، الا ان مشايخ الطائفة رفضوا الدعوة الى استخدام العنف ضد النظام خوفا من الانزلاق الى حرب أهلية.