أكدت جماعة نشطاء تنسق الاحتجاجات الشعبية في سوريا أن قوات الأمن قتلت بالرصاص 16 محتجاً، الجمعة 17-6-2011، في عدة مظاهرات في أنحاء سوريا طالبت بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، نقلاً عن وكالة رويترز. وقالت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان إن عدد القتلى يشمل أول محتج يسقط قتيلاً في حلب ثاني أكبر مدن سوريا.
وكانت حلب، وهي مدينة سنية في الأغلب بها أقليات كبيرة وطبقة تجار غنية ذات صلات وثيقة بالحكام العلويين، خالية الى حد كبير من الاحتجاجات سوى مظاهرات في الحرم الجامعي بها وعلى مشارف المدينة طوال ثلاثة أشهر من الانتفاضة.
وقد سقط أيضاً العديد من الجرحى عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية، بحسب ما ذكر ناشطون حقوقيون لفرانس برس.
وقال شهود ومقيمون إن اثنين من الضحايا قتلا في دير الزور (شرق البلاد) ضمن حشد كبير، عندما أطلق ضباط المخابرات العسكرية النيران عليهما أثناء محاولتهما تسلق جدران مرآب تابع للجيش لتمزيق صور للأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وذكر ناشط حقوقي الجمعة أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب)، ما أدى إلى "إصابات".
وقد انتشرت وحدات من قوات الجيش والأمن السورية في العديد من المدن، لمواجهة تظاهرات أطلق عليها المنظمون جمعة "صالح العلي"، في إشارة للشيخ صالح العلي، قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي في منطقة الساحل.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "حدث دوّي إطلاق نار بكثافة لتفريق تظاهرتين في بانياس".
وأضاف عبدالرحمن أن "رجال الأمن لاحقوا المتظاهرين في إحدى التظاهرتين بعد تفريقها إلى داخل الأحياء الجنوبية، في حين توجهت التظاهرة الثانية إلى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب".
وأشار عبدالرحمن إلى أن "تظاهرات جرت في عدة أحياء في مدن حمص (وسط) وداعل (ريف درعا جنوب البلاد) وجبلة (غرب)"، مؤكداً أن "المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو إلى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام".
ومن جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبدالله الخليل أن "نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي إلى الدوار".
وأكد الناشط أن "قوات الأمن لم تتعرض للمتظاهرين"، مشيراً إلى "وجود أمني كثيف أمام الجوامع في مدينة الرقة".
وأدت أعمال العنف في سوريا إلى مقتل 1297 مدنياً و340 من عناصر الأمن واعتقال حوالى 10 آلاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف مارس/آذار، وفق مصادر حقوقية.
كما أدت إلى فرار أكثر من 8500 سوري إلى تركيا و5000 آخرين إلى لبنان.